“في الحقيقة” عبارة نطلقها في الغالب لنؤكد قولاً لسنا متأكدين من حقيقته! آملين بكلماتنا المنمقة وأسلوبنا المسجوع أن ننال تصديق من أمامنا، أو إيهام أنفسنا على أقل تقدير. وهي مرحلة من المراحل التي، “في الحقيقة”، علينا أن نمر بها. على ما أعتقد!
لكن التساؤل المهم هو عن كمية المراحل التي يتوجب علينا أن نمر بها قبل أن “نرجع” إلى “هناك”!
فنحن نولد على الفطرة المستنيرة… ثم…
ننسى من نكون…
ثم ندخل في التيه، وهو عمق العالم المادي الصرف الذي لا يعرف الرحمة!
حتى نسقط في غيابة جبه!
وحين نصطدم بالقاع، تبدأ رحلة “التذكر” لنعود فنستجمع قوانا وذاكرتنا الحقيقية عن ماهيتنا “وحقيقة” كينونتنا.
،نوقن حينها بلا دليل ملموس أو محسوس، بأننا أرواح أثيرية، تعيش تجربة مادية، لا العكس!
فنحيا بالروح… لنكون روحانيين، فننفصل عن العالم المادي إنفصالاً تاماً لنراه على حقيقته الوهمية! ظناً منا أن هذه المرحلة هي الحقيقة المطلقة!
في الحقيقة”، لا أظنها كذلك”!
نندمج بعدها لنكون أوحاداً مع الأحد في الحب، فنحب كل شئ… ويبادلنا كل شئ الحب!
ثم….
يحصل التعلق العقلي بالروحانية، فنضحي روحانيين بعقولنا بلا وعي… لنصبح مزيفين… نعيش في الزيف ظناً منا أنه قمة الروحانية… وأن الآخرون لا يفهموننا لأنهم بزعمنا، أقل وعياً و إستنارة منا! …
حتى تأتينا الإشارات… والدلالات القاطعة… بأننا مزيفون!
وهنا… يبدأ السقوط ثانية… لنجد أنفسنا أمام حقيقة جديدة!
لنرى كل شئ من خلال نظارتها
فنؤمن بالزيف “حقيقةً”
ونرى المتضادات متناغمات، ونحكم ونعنون دون ارتباطات أو تعلقات
!وبذلك، “في الحقيقة”، يحصل الإنفصال
لا توجد طريقة لمعرفة الحقيقة إلا بمعرفة نقيضها!
كونك مزيفاً يتطلب مجهوداً كبيراً وعناءً في الحفاظ علي الأقنعة من السقوط.
أما كونك حقيقياً، فما هو إلا مجرد كينونة… حال… حياة…
:وهنا يقول الشيخ الأكبر، محيي الدين ابن عربي:
إنما الكون خيال +++ وهو حق في الحقيقة
والذي يفهم هذا +++ حاز أسرار الطريقة
دمتم بحب… وحقيقة
تابعني هنا – Follow me here


