Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Monthly Archives: نوفمبر 2012

إغسل صحونك…

27 الثلاثاء نوفمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ 6 تعليقات

وأتت اللحظة التي طالما خشينا قدومها!

“سريانا ماد حليم”، أو “يانا” كما تفضل أن نناديها، قررت أخذ إجازة لمدة ثلاثة أشهر بعد ثلاث سنوات من الخدمة معنا… جائت إلى المملكة بحثاً عن لقمة العيش، لتطعم إبنها الذي تركته وهو إبن سنة، لتعود له وقد فات عليها أن تعيش أجمل سنوات طفلها الأولى… ولتكتشف أن زوجها الذي كانت تبادر بتحويل جل راتبها له شهراً بشهر، قد مل من الإنتظار واستبدلها بأخرى، رامياً فلذة كبده في حضن أختها…

“هادا ريزال كاربان!” كانت إجابتها حينما سألتها عن سبب تركه لها… لكنها سرعان ما تجاوزت الطعنة التي سددها في ظهرها بسكين إبتاعه من حر مالها وعرق جبينها لتركز على تربية إبنها وتنشئته كي لا يكون مثل أبوه… قصة مأساوية قد تتكرر مئات المرات في منازلنا دون أن نعلم بها، وأظن أن ذلك بسبب تعالمنا مع من يعملون لدينا على أنهم “روبوتات” تحت إمرتنا يخدموننا متى شئنا بدلاً من كونهم بشراً لهم أحاسيس ومشاعر… وحياة!

“يانا” التي أتعجب من تفانيها في العمل، وحبها له، ونشاطها العجييب الذي لا أستطيع فهمه حتى اليوم بالرغم من مضي ثلاث سنوات على مكوثها عندنا، هي من النوع الذي “تنبش” عن عمل في وقت فراغها بدلاً من أخذ قسط للراحة فيه (ماشاء الله)… بالرغم من ذلك كله، فإن والدتي حفظها الله، لا أذكر أنها تركتها ولا ليوم واحد تنجز كل شئ وحدها… فسياستها التي نسير عليها حتى اليوم أنها هنا لتساعدنا لا لتخدمنا، فأصبحنا نبادر بتنفيذ بعض الأعمال المنزلية (البسيطة) معها ككنس البيت بين الحين و الآخر، ونقل الأكل من وإلى طاولة الطعام، وإعادة الصحون الملطخة بالدهون وبقايا الأكل… نعم كنا نساعدها … أو على الأقل هذا ما كنت أظنه … حتى رحلت!

بعد رحيلها بدأنا بوضع الخطط والتكتيكات لنبقي الوضع كما هو عليه… “فالطبيخ والنفيخ” مسؤولية والدتي وزوجتي، ليس لسبب بعينة إنما لأنني لا أفقه شيئاً في الطعام غير أكله! أما غسيل الصحون فهو مهمتي أنا وصبا… بسيطة صح؟!… “بس ما تستبسطهاش!”

لم أكن أتوقع أنها تستغرق ربع ساعة على الأقل… (وضع خطين تحت “على الأقل”) ظناً مني أنها “عااادي…كلها صحنين وملعقتين” على صيغة التقليل… لكنني أكتشفت أنها أربعة صحون وسبعة ملاعق بشوكهن وسكاكينهن، وأربعة قدور بدهونها، وخمسة أكواب … وأسطح المطبخ والفرن وطاولة الطعام بعد إتساخهم بالزيت “المطشطش” والأكل الذي يسقط ثلاثة أرباعه مع كل لقمة تلتهمها صبا… أرجوك ما تستبسطهاش!

مهمة غسل الصحون ليست بالسهولة التي توقعت، لكنها حتماً ممتعة إن قررنا أن نعيشها كذلك… فلعبة الصابون والماء التي تنتهي بغسل الصحون مع ملابسنا أنا وصبا، أصبحت أشبه بتسلية يومية نتوق إليها… “لغوصة وطرطشة” والكثير من الماء المهدر في سبيل مهمة محاربة الدهون المستحيلة!

هي مهمة يجب علينا إنجازها كل يوم، وإن تكاسلنا يوماً عنها لواجهنا مشكلتين:

الأولى: تراكم الأطباق المتسخة التي يزيد تمسك “الزفر” عليها مع كل يوم يمضي، مما يصعب تنظيفها أكثر فأكثر…

والثانية: أننا لن نجد أدوات أخرى نستمتع بأكل ما لذ وطاب بها…

هكذا هي أيامنا… إن لم نعشها “صحناً بصحنه” … بحلوها ومرها… وملحها الزائد… أو الناقص… وزيتها الذي قد يقطر أحيانا من لقيماتها ليثقل علينا “هضم” ساعاتنا… إن لم نعشها كذلك، بتركيز على اللحظة التي أمامنا لننظف ما فيها ونتعامل معها في وقتها…  لأثقلت كواهلنا وزادت همومنا، لتحرمنا من تذوق ما لذ وطاب من لحظات حياتنا ومشاركتها مع من نحب…

كل منا يحتاج إلى تنظيف صحونه بنفسه، تاركاً ورائه الماضي، موكلاً لربه المستقبل، ومقبلاً على لحظته بكل أحاسيسه، ليعيشها بكل مافيها من “لغوصة وطرطشة” مع أهله وأحبته… ولا مانع من أن يطلب المساعدة، بين الحين والآخر، من “يانا ــته” أياً كانت… ذكراً أم أنثى… لتعينه وتخفف عنه حمل الأيام…

تابعني هنا – Follow me here

أخضر… وإن إختلفت ألوانه…

10 السبت نوفمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ تعليق واحد

بعد أن ذهبت لأخذ إبنتي “صبا” من مدرستها بعد ظهر اليوم، وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول التلفاز لمشاهدة مباراة لكرة القدم لفريقي الأهلي السعودي وأولسان الكوري.. أو هكذا أتذكر اسمه… جلست أتابع أحداثها في أثناء إلتهامي لطعام الغذاء مع ابنتي وأنا في أوج حماسي “المصطنع” محاولاً بإستماتة إيجاد ما يلفت إهتمامي في كرة القدم… فقد سبق وأن حاولت مراراً وتكراراً، لكن محاولاتي بائت بالفشل، حتى مع الأحداث العالمية كبرشلونة ومدريد أو كؤوس العالم… عموماً بعد 20 دقيقة حماسية أو تزيد، غلبني النعاس فاستأذنت لأخذ قسط من الراحة… علّها تفيدني لأستعيد بعضاً من قوتي التي نهبها زحام الطريق وحفريات الشوارع…

جلست أتقلب على السرير غير قادر على النوم… متذكراً بضعة مشاهد من الدقائق التي تابعت، جعلتني أطارد النوم ككرة قدم تتدحرج نحو خط التماس هاربة من لاعب يهددها بالركل المبرح…

تمُجع الجماهير الذين أمسك بعضهم بلوحات كتب عليها بالإنجليزية “لقد جئنا من أجلك يا أهلي”…

حرصهم حتى وهم في بلاد الغربة على الحضور ولبس الزي الرسمي أو التوشح بالأخضر والأبيض على أقل تقدير لإظهار الولاء…

نظراتهم الحزينة حينما إخترقت كرة الفريق “الشرير” شباكهم لأول مرة … كنظرة أم مات لها طفل جراء سقوط قنبلة على سطح بيتها…

صياحهم بإحتجاج على ذلك “الحاكم الظالم” صاحب القرارت المجحفة (آسف، أقصد الحكم)…

بحلقة أعينهم حين أضاع “رأس حربتهم” فرصة كاد يقتنص فيها شباك “العدو”…

وبالرغم من أنني لست كروياً ولا أصلح لذلك على الأطلاق، إلا أنني علمت من منتصف ما رأيت من الشوط الأول بأن “الأخضر” لن يكبر ليطرح الثمر!! بالتأكيد ليس من أحداث المباراة والمناورات نفسها… فلا أفقه فيها شيئاً… إنما من مجرد إبتسامة ونظرة الفريق الكوري!

دعني أوضح لك بموقفٍ واحدٍ على سبيل المثال لا الحصر، بعد أن “إنبرش” أحد لاعبي الفريق “الخصم” على لاعب “قوة الخير” (أو هكذا ننظر إليهم)، قام اللاعب الأخضر بإنتهاز الفرصة ليعيش دور الضحية المسكين الذي إضطهده “آكل الكلاب” ذاك… (كما سمعت البعض يعلق عليهم)… وبدلاً من أن يقفز من مكانه الذي سقط فيه ليستعيد توازنه، فضل البقاء على الأرض ليتلوى وهو يمسك بقدمه لعلّه “يسرق” فرصة يحقق بها المجد لفريقه!

وفي تلك الأثناء، إبتسم اللاعب الكوري للأخضر، إبتسامة ملئها السخرية على طريقة تمثيله الساذجة، ونظر إليه بعينين يملأهما الفخر والثقة، وكأني به يقول له بلغة غير مسموعة “خليك على الأرض وأكمل تمثيلك، حتى تصبح حقيقتك البؤس… وحقيقتنا الكأس!”

لست ضد كرة القدم أو التحمس إليها… بل إنني أراها طريقنا إلى الإنتصار الأكبر… فكيف لنا أن نفوز كأمة في المضمار العالمي إن لم نستطع أن ننجح في مضمار بحجم ملعب كرة قدم! فما تلك المباراة إلا صورة مصغرة تعكس واقعنا الذي نعيش فيه… السقوط… اللوم… الحكم… الولاء… التغيير… النصر… الحرية!

إن إردنا أن “ننتصر” بإستخدام مبدأ “تمسكنت حتى تمكنت” فالأفضل لنا أن نبقى على الأرض لنعيش دور الضحية لعله يؤتي أكله يوماً ما… أو أن نستقطب مدرباً أو لاعباً “أمريكياً أسوداً” على سبيل المثال، ونرجوه لينتصر عنا… وإن لم نستطع، فلا أسهل من لوم “الحكم”، أو “المدرب”، أو “الجمهور” أو حتى “المشاهدين”، الذين لم يشجعوا بما فيه الكفاية…

إن أردنا أن نغير من حالنا فعلينا ان ننتفض بعض السقوط… ونتوقف عن لوم الآخرين على أخطائنا التي ارتكبناها بأيدينا… وعلى تقصيرنا في أداء واجباتنا اليومية… وأن نؤمن أن الفرص لا “يسرقها” الضحايا بل يصنعها المثابرون المؤمنون حتى وإن أكلوا الكلاب وأمخاخ القردة…وأن للمجد ثمن… وللحياة ثمن… وللحرية ثمن…

إن أردنا النصر فعلينا أن نبدأ “بتسليم” أنفسنا لأنفسنا لندربها ونصقلها حتى وإن غاب “المدرب”… وأن يكون ولائنا “لفريقنا الأخضر” و إن إختلفت ألوانه… وأن نوحد أهدافنا لنرتقي ونحقق النصر المؤزر…

وإن قدر علينا الله بعد كل هذا وكانت مباراتنا “أُحداً” فعلينا أن نؤمن أن بعد كل أُحدٍ … فتحاً مجيداً

تابعني هنا – Follow me here

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فيفري 2017
  • أكتوبر 2016
  • أوت 2016
  • فيفري 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • جويلية 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • جانفي 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • ماي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أوت 2013
  • جويلية 2013
  • جوان 2013
  • أفريل 2013
  • مارس 2013
  • جانفي 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...