هو إتهام نتعرض له بين الحين والآخر حين نتقدم بما لا يتناسب وقوالب الآخرين أو نغرد خارج السرب…
فنُتهم بعبارات مثل: “كلام فارغ” أو يُتعدى طرحنا وصولاً لشخوصنا فينتهي الحال بتلقيبنا بـ “إنسان فارغ”…
ما لُقِنّاه في مجتماعاتنا بَرمَجَنا على أن الفراغ شرٌ منبوذ، وأن الإنسان يجب أن يكون مملوئاً دائماً و أبداً….<
فنبادر بملئ أنفسنا لنرضي ذلك المجتمع الضاغط الذي يريد أن يرانا بصورته هو، لا بصورتنا نحن… فنصبح نسخاً مكررة .. من بعضنا البعض، تزداد تشوهاً كلما طالت السلسلة وبعدت عن المصدر… ظانين أن تلك الآلية الإستنساخية هي جوهر الإبداع ومهمشين بذلك النواتج الممسوخة التي تصدر في نهاية السلالة بفخر واهم!
الإناء الممتلئ لا يمكن أن يُملأ أبداً! وإن حاولنا ملأه لفاض، و إن فاض نقل عدواه للآخرين، ليملأ من بجانبه في محاولة يائسة لإفراغ ذاته… جل ما نستطيع فعله هو أن نحاول صبغه بغير صبغة الله الذي أحسن صبغته، لنستعيض بألوان بشرية زائلة، كل ما نفعله هو التلويث مع الحفاظ على الإمتلاء… فنصطبغ بصبغتهم “رغبة” في إرضائهم وننسى “إنا إلى الله راغبون”
وحين تزداد نسبة الصبغة المُلَوِثة، تطغى على “فطرة الله التي فطر الناس عليها” فتتحول إلى حجاب، يحجب المرء عن رؤية مكنوناته التي أودعها الله فيه… مكتفياً بلا وعي بأن يكون مجرد إنعكاسٍ للآخرين… ليعيش في دوامة من السعادة الزائفة… التي يأمل أن “يصل بها إليه” دون جدوى!
كل ما سبق… هو أعراض لمرض الملئ الذي نسعى إليه… ناسين النعم المحمدية التي يُغبن الناس عليها: “الصحة والفراغ”
قرر أن تكون إنساناً فارغاً لتكون مغبوناً… بدلاً من أن تكون إنساناً مملوئاً منافقاً: تكثر “إنفاق” ما لديك لإرضاء الآخرين الذين يظنون أنهم يعرفونك
وفي المرة القادمة التي تُشتَم فيها بأنك فارغ…. لا تنس أن تشكر “المادح”… ثم تحمد الله على النعمة…
فما الشتم إلا عَرَضٌ للغبن
دمتم بحب… وفراغ
تابعني هنا – Follow me here