Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Monthly Archives: جويلية 2013

#أنت_وش_أنت

27 السبت جويلية 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Ego - إيجو, Meditations - تأملات

≈ 4 تعليقات

تكرم الله علي بفضله ومنه بأن رزقني إبنة معافاة في شهر رمضان الكريم… “دانة”، الإسم الذي إختارته لها أختها “صبا” التي تكبرها بأربع سنوات، أضاءت علينا العالم مرة أخرى بتذكيرها لنا بعظمة الخلق والخالق، سبحانه ما أعظمه!

وقبيل أن تقرر الخروج من بيت الرحم إلى بيت الرحمة، تهاوت علينا التعليقات والتساؤلات من معظم من يحيطون بنا:

“الله يعينكم على الغيرة من أختها الكبيرة، حتجي البيبي وتاكل عليها الجو!”

“حتحبوا مين أكثر، هيا ولا أختها؟!”

“تتوقعوا مين حيطلع أحلى، صبا ولا دانة؟”

وانتقلت العبارات بعد ولادتها لتنهال على “صبا” التي وقفت لا تدري عما يتحدثون، ولا كيف تجيب عن أسألتهم التي لم تخطر لها على بال قط:

“ما شاء الله تبارك الله عليها قمر والله… بس إنتي يا صبا أحلى!”

“مين تحبي أكثر ماما ولا بابا ولا دانة؟”

“مين أحلى يا صبا إنتي ولا أختك؟”

“صبا” التي تقف محتارة في كل مرة تطرح عليها تلك الأسئلة ولا تملك إلا أن تجيب عليها بإبتسامة بريئة وكأن لسان حالها يقول: “إنتوا إيش بتقولوا؟ هوا يعني إيش غيرة؟! ترى هذي أختي ومافي فرق بيني وبينها!”

كل تلك العبارات والسؤالات تركتني في عجز عن التصرف أو التعليق على ما “يزعمون” من أحاسيس الغيرة والصعوبات التي (حسب خبرتهم!) حتماً سنواجهها وستكون أكبر تحدي في تربيتنا لأطفالنا… وتركتني أتسائل: هل حقاً يغار الأطفال من بعضهم البعض “بفطرتهم”، أم هل ترانا نحن من يبرمجهم على ذلك؟

discrimination

موقف صبا حل لي لغزاً لموقف سابق حصل لي أثناء زيارتي لأحد الأصدقاء في مقر عمله… ففور وصولي إلى البوابة، إستوقفني رجل الأمن المسؤول ليطلب مني تصريح الدخول الذي لم يكن لدي، فقام بدوره بالإتصال بمن في الداخل ليرى إن كان بإستطاعته إدخالي إلى الموقع…

وفي لحظات الإنتظار التي بدلاً من أن نملأها بالإستغفار، ندردش لنملأها “بأي كلام فارغ” لنقتل به، بزعمنا، بعضاً من الوقت… بدأ حارس الأمن يرمقني بنظرات “شيل وحط” قبل أن يبادرني بالسؤال:

“على فكرة… أنت… وش أنت؟!”

نظرت إليه بتعجب محاولاً الإجابة على السؤال الذي لم يطرح علي من قبل، وأثناء تلعثمي في بحر الأفكار التي بدأت تعصف بذهني بحثاً عن شاطئ إجابة، إنطلق جرس الهاتف ليكسر حاجز الصمت وينقذني من حيرتي، ليشير إلي حارس الأمن بيده سامحاً لي بالدخول.

يا ترى من الذي برمجنا على المقارنة وأننا أفضل أو أسوأ، أو أبيض أو أسود، أو أعز أو أحقر من غيرنا؟!

من الذي باعنا تلك الفكرة التي حذرنا منها الله تعالى في كتابه الكريم ذاكراً لنا في غير ذي موضع، أنها هي التي تسببت في طرد إبليس من الجنة لأنه أبى أن يسجد لمن هو “في نظره” أسوأ منه: “أأسجد لمن خلقت طيناً؟”

كيف نشأت الطبقية التي قسمت البشر إلى أعراق وألوان ودول، لتصنع حواجز وهمية دمرت الوحدة الإنسانية…

من أين جائت تلك العنصرية التي نراها في الآخرين، وننسى أن “كلاً يرى الناس بعين طبعه”:

“يا خي والله البدوعنصرييييين!”

و

“والله ما ضرنا إلا ذولي الطروش!”؟؟

و

“والله الخيلان السود هم أساس كل بلاء!”

من أين نشأت عبارات كـ:

“إنت إيش تعود” … “إنت وش فخظك!” … “إنتا شريف ولا سيد؟” … “إنت خضيري أم قبيلي!”

العنصرية التي نهانا الرسول المصطفى عنها بقوله:”دعوها فإنها منتنة”… أهي من الفطرة التي قال عنها عليه الصلاة والسلام: “كل ابن آدم يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”؟؟

هيهات أن تكون العنصرية من الفطرة!

هي ثقافة من صنع أيدينا…

ورثناها عن آبائنا… ونسبناها ظلماً وبهتاناً لـ “فطرة الله التي فطر الناس عليها”… تعالى الله عما نقول…

ثقافة نزرعها في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم بعبارات قد لا نلقي لها بالاً، تهوي بقلب صاحبها ومستقبلها في حفرة لا قرار لها:

“تحب مين أكثر، ماما ولا بابا؟!”

“مين أشطر إنت ولا أخوك؟!”

“مين أحلى إنتي ولا ماما؟!”

وآلاف الكلمات “الخبيثات” التي نبذرها في أنفس فلذات أكبادنا لتكبر معهم “كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار” … لا تثمر إلا حقداً وحسداً…

الأطفال، أحباب الله، لا يغارون!

أرواحنا نفخة من روح الله تعالى، لا مكان للغيرة أو الحسد أو الحقد فيها…

 والإنسان الذي فضله الله تعالى على سائر خلقه مجبول بالفطرة على الخير والحب لا على التفرقة والمقارنة.

الحب هو أساسنا… وكل ما عدا ذلك فمن أنفسنا ومن الشيطان…

كل ما نراه ونسمعه ما هو إلا موروثات سلبية تقبلناها دون أن نسأل عن صحتها… إن تأملناها بدقة… لوجدنا دون أدنى شك…

أن: “أنت وش أنت؟” منشأها الحقيقي هو “تحب مين أكثر؟”

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

من خاف… سلم؟!

07 الأحد جويلية 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم, Meditations - تأملات

≈ تعليق واحد

الخوف…

شعور غريب … يصاحبه  قشعريرة يقف لها شعر البدن حيرةً، ويتعرق الجسد حتى إن تجمد الجو… نتلفت أثنائة بإرتباك يمنة ويسرة، وتنتابنا تأتأة في الكلام، وبحلقة في العينين مع إصفرار وشحوب يغشى قسمات وجهنا حتى نكاد لا نُعرف…

واجهه الكثيرون، وفرّ منه الآخرون، وتكلم عن دروسه وعبره المتفلسفون… إحساس يزورنا بين الفينة والأخرى، تسببه ذكريات من الماضي أو توقعات عن المستقبل، تؤرق مناماتنا، وتحيل أيامنا إلى “كوابيس يقظه”… يتركنا في حيرة  في طريقة تعاملنا معه…

أنقف أمامه وجهاً لوجه؟ أم ندفن رؤوسنا في التراب مثل النعام منتظرين مروره بسلام وآملين أن لا يعود إلينا ثانية؟

images

يا ترى لم يأتينا؟ ليعلّمنا؟ أم ليسجننا؟ أم هل عساه يزورنا ليحررنا؟

الخوف الذي وصف بأوصاف كثيرة أحيانا تكون متناقضة: معيق، معطل، آمن، حامي… إن تأملته لبرهرة لأدركت أنه في عمقه، ما هو إلا “فكرة!”، فكرة لا علاقة لها بما تخاف منه!

فالقطة مثلاً، قد تكون حيواناً أليفاً عند أحدهم، أو فوبيا مرعبة يراها آخرٌ وحشاً كاسراً، يقفز إن التقاها برهبة ليتشبث بأي شئ حوله محتمياً من ذلك الغضنفر الذي يزأر: “ميااااو!”.

قد يقول البعض، “والله معاه حق، في أحد ما يخاف من بسه!” وقد يقول البعض الآخير: “حرااااام، والله يا ناااس مرررة كيييوت!”

ولو تفكرت للحظة لوجدت أن الخوف من كائن “جميل لطيف” كالقطة مثلاً هو أمر لا يبدو منطقياً! فالقطة ذاتها بشحمها ولحمها لا تخيف! إنما ما يخيف هو “فكرة” مخزنة في أدمغة بعضنا عن موقف خاف فيه من قطة ما (ليست بالضرورة نفس القطة!) ثم تم تعميمه على كل قطط العالم التي تراها!

وكذلك هو الحال مع الإرتفاعات أو المنخفضات أو الأماكن المغلقة أو المفتوحة، فتارة تكون تجربة جميلة تتحرك معها المشاعر، وتارة أخرى تكون أسوأ كابوس عند آخرين… “وعد وأغلط” من “الفوبيات” مختلفة الأنواع مثل: فوبيا المال، والطعام، والملابس، والشمس… والقائمة لا تنتهي.

الخوف الذي يقلقنا ما هو إلا وهم! انشئ في أدمغتنا جراء “فكرة” من موقف ما حصل لنا في وقت سابق… هو في واقعه، ليس “واقيعاً”! يزول بزوال الفكرة المرتبطة به…

طريقة تعاملنا معه هي ما يحدد سجننا به أو حريتنا منه… والسؤال المهم هو: كيف نتعامل معه؟! كيف نكسر الإرتباط “بفكرة الخوف” تلك؟

يقول المصطفى العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام: “من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة”

من خاف “أفعل”… من خاف “أخذ أكشن”… من خاف واجه خوفه و”تحرك”، لم يقف ساكناً متسمراً ينتظر “الأكشن” من الآخرين! وفور تحركه فإنه حتماً سينال سلعته التي ينشد ومراده الذي يقصد، دنيوياً كان أو أخروياً.

هو درس لا يقدر بثمن في التعامل مع الخوف وفك الإرتباط به… درس يكسر كل البرمجة السابقة من المقولات التي حشيت بها أذهاننا:

“أمشي جنب الحيط توصل!”

“من خاف…سلم!”

والكثير الكثير من المقولات التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، بل ومن المبادئ التي نعيش بها و نربي عليها أبنائنا… كررناها حتى بات الخوف محركاً أساسياً لحياتنا… فأصبحت أحلامنا وآمالنا بعيدة المنال عنا، يفصل بيننا وبينها حاجز وهمي خفي، يحرمنا لذة الإنجاز وحلاوة الإيمان بذواتنا وقدراتنا…

من خااف لم يسلم! من خاف أظلم، وانطفئ نوره وضاعت حياته…

عند تعرضك لموقف تشعر بالخوف فيه، سل نفسك:

مالفكرة التي أخافها؟

وما سبب خوفي منها؟

ثم “أَدلٍج” بالطريقة التي تراها مناسبة لذلك الموقف… وإن فعلت، كسرت قيدك وحررت نفسك للأبد!

الخوف شاطئ إن فهمناه وتأملناه أدركنا أن على ضفته الأخرى سنجد حريتنا…

يقول رالف والدو إميرسون: “إن فعلت ما تخاف، فثق أن موت الخوف شئ مؤكد!”

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فيفري 2017
  • أكتوبر 2016
  • أوت 2016
  • فيفري 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • جويلية 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • جانفي 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • ماي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أوت 2013
  • جويلية 2013
  • جوان 2013
  • أفريل 2013
  • مارس 2013
  • جانفي 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...