Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Monthly Archives: يونيو 2013

بدون كلام!

29 السبت يونيو 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ أضف تعليق

إجتمعت أنا ومجموعة من أطفال العائلة لنلعب اللعبة المعروفة التي بدأت كتسلية عائلية، لتتحول لاحقاً إلى مسابقات تلفزيونية يشارك فيها الفنانون والمشاهير في إختبار لقدراتهم التمثيلية حين يحرمون من إستخدام نعمة الكلام.. يحاولون أثنائها إيصال العبارة الموكلة إليهم للجمهور بإستخدام لغة الإشارة وحسب. لعبة مسلية وملهمة، تفجر المواهب وتخرج الكوامن لكل من يشارك فيها…

إلا أن ما حصل لي أثناء مشاركة إحدى المتسابقات الصغار تركني فاغراً فمي…

هي طفلة في قرابة العاشرة من عمرها، أبدعت في كل محاولاتها في تمثيل العبارات التي أعطيناها إياها، حتى جاء دوري في إعطائها التحدي التالي الذي لم أدر أنه سيفجر ما في داخلها… فكرت ملياً في عبارة يعرفها كل الأطفال المتجمهرون، ثم ناديتها لأهمس العبارة في أذنها، والتي هي عنوان لإحدى أغنيات فرقة “طيور الجنة” التي أدمن سماعها الأطفال…

طَلبت الفتاة من الجمهور الصمت لتركز أفكارها ولتستعد بتقديم العبارة بأفضل طريقة ممكنة… ثم بدأت لتتعالى معها أصواتهم الصغيرة بالمشاركات الحماسية..

“الكلمة الأولى… لا؟! طيب بلاش… الكلمة الثالثة…. ممم… بطيخة؟! …. طيب كرة؟؟!! عرفت عرفت… بالوووون!”

“صححححححح!” قفزت في فرح لنجاحها في إيصال الكلمة، ثم أشارت إلى سبابتها التي أرتفعت مع أصابعها الثلاث لتعلمهم أنها ستعود لتمثل الكلمة الأولى…

وقفت حائرة لبرهة تنظر حولها… ثم رفعت نفسها على أطراف أصابعها في إستعلاء… وعصرت كتفيها للأعلى لتمثل دور القوة… وقطبت حاجبيها في غضب، وأنطلقت تسير بسرعة وهي تتمتم بصمت بشفتيها موبخة الجمهور… وباطشة بيديها يمنة ويسرة، وكأنما تلحق بهارب لتلقنه درساً لن ينساه بـ “كف” أو “لكمة” أو “تهزيئة” على أقل تقدير…

انفجر الجمهور بالضحك مما اضطرها للإستسلام وإعطائهم الإجابة… “إشبكم ما عرفتوا، والله سهلة مررررة… العبارة هي: بابا جابلي بالون!”

سكتُ أنا لبرهة أتأمل فيها الطريقة التي مثلت فيها كلمة “بابا”… البطش والضرب المبرح والكلمات الجارحة!

ثم أدركت أن “بابا” المخزن في ذاكرتها والذي حاولت إيصال صورته لنا لم يكن هو نفس الـ “بابا” المخزن عند بقية الأطفال، مما تركهم في حيرة من أمرهم، فلم يجدوا جواباً شافياً غير الضحك…

تأملت ذلك الموقف في صمت لأكتشف أنه أبعد ما يكون إلى الضحك!

و تفكرت فيما لو أنني طلبت من بقية الأطفال تمثيل كلمة “بابا” أو “ماما” فما النتيجة؟ ماذا لو طلبنا من بالغين عاقلين من النساء أو الرجال تمثيل كلمات مثل: “الحياة” أو “الحب” أو “الزواج” أو “العمل”؟! يا ترى ماذا ستكون النتائج؟

big3343

يقال أن 70% مما نحاول قوله يتجلى في لغة الجسد، أما الـ 30% الباقية فتخرج على هيئة كلمات في أحيان كثيرة تكون بعيدة كل البعد عما نكن في دواخلنا… لست متأكداً من صحة العبارة السابقة ولا أذكر أين قرأتها، إلا أن الموقف الذي ذكرته سابقاً أكدها لي…

في حوار أخوي مع صديقي المدرب بدر يماني حول أحد الدعاة واسلوبه في طرح المعلومة، طلب مني أن أشاهد المقاطع اليوتيوبية لذلك الداع على الصامت … “إن أردت أن تعرف ما يقصده بصدق، فراقب قسمات وجهه وحركات شفتيه ويديه، ثم أخبرني عن الأحساس الذي سيصلك حينها!”… فعلت ذلك لأكتشف تناقضات بين كلامه وحركاته في بعض الأحيان…

تذكرت بعدها مقولة لسيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه يقول فيها: “ما أضمر امرئ أمراً إلا وأظهره الله على قسمات وجهه وفلتات لسانه”

حقيقة علينا إدراكها… فالقناعات التي نحملها معنا في دواخلنا ما هي إلا مرآتنا التي تعكس نظرتنا عن الحياة… كما يقول أحد العارفين: “أنت لا ترى الحياة كما هي، إنما تراها كما تكون أنت!”

يا ترى لو طلب من أحدنا أن يقف ليمثل ما تعنيه له الحياة “بدون كلام” فما “الكلام” الذي سيخرج منه؟

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

في إنتظار معجزة

20 الخميس يونيو 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ أضف تعليق

تجتاح حياتنا أحياناً مواقف نشعر فيها بالإختناق، وكأننا نصّعد في السماء… نبحث فيها عن حلول خارج الصندوق وداخله وحتى على جدرانه، إلا أننا لا نرى شيئاً يلوح في الأفق… نلجأ للمشورة العقلانية، فلا نجد فيها الجواب الكافي ولا الحل الشافي، وكأنك في “موقفك” ذاك قد أغلقت عليك ألف سيارة وسيارة، تركها سائقوها دون أن يلقوا لك بالاً، لتحاول الخروج بشتى الطرق، لكن هيهات! فلن يخلصك من موقفك إلا “معجزة”!

في اليوم والليلة نشهد ونسمع عن عشرات المواقف… أحداث عجيبة غريبة، خرج منها أصحابها بطرق غير متوقعة لا تخطر عل بال بشر، لو قدر لنا أن نقوم بترتيبها بأنفسنا لما أستطعنا حبكها كما حصلت… ولشدة غرابتها أطلقنا عليها كلمة “معجزة”.

فلان نجى من حادث مروع، بعد أن لقي كل من فيه حتفهم… معجزة!

واخرى ولدتها أمها سليمة بعد أن أكد الأطباء أنها لن تكمل حياتها… معجزة!

وثالثٌ سقط من الدور السابع ليقوم دون أن يصيبه أدنى مكروه…معجزة!

لكن يا ترى ما المعجزة؟ هل هي محصورة في وقوعها عند الضرورات والحاجات؟! وهل هي خاصة تجري على يد الصالحين أو النبين والمرسلين، أم أنها عامة لكل بني البشر؟ هل على المعجزات أن تخرق قوانين العقل والمنطق أو الفيزياء حتى تسحق أن نطلق عليها هذا المسمى؟! أم أن نظرتنا القاصرة لها هي ما جعلتنا نراها كذلك؟!

لو تأملنا للحظة قوله تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون” لأدركنا أننا أسأنا التقدير!!

فأنت، ببصرك وسمعك وحسك وذوقك وأنفاسك وجمالك، وكل خلقك، حتى ما قد تراه عيوباً… معجزة!

حياتك، بأشكالها وألوانها وترتيباتها وظروفها وحتى عشوائياتها التي قد تبدو لك… معجزة!

بيتك وأسرتك، قصة ولادتك وزواجك، سيارتك وعملك، تفكيرك وتخيلك… معجزة!

newborn5

الأفلاك والأكوان، الكواكب والنجوم، السموات والأرضين، الهواء والماء واليابسة وكل ما يسكن فيها من ماشٍ وزاحف وطائر وسابح وما لا نعلم عنه بعد… كل تلك معجزات!

عيشنا الدائم في نطاق راحتنا، وتقبلنا لتأثير البرمجة ممن حولنا جعلنا نعتاد رؤية “المعجزات”، حتى باتت أشياء طبيعية لا نقدرها ولا نلقي لها بالاً. فنعيش لحظات حياتنا متأففين، مكدرين، غير ممتنين، لإعتبارنا أنها أمور إعتيادية مفروغ من وجودها!

إن كنت لا تزال تصّبر نفسك بإنتظار وقوع معجزة تخلصك مما أنت فيه، وتفك قيودك التي قيدتها لنفسك، فتوقف لبرهة وتأمل كل ما حولك… وأعلم أن الحياة التي خلقها المولى الكريم وسخرها لك، بكل ما ومن فيها، هي معجزة…

وتذكر أنك أنت… معجزة الله في الكون…

دمتم بحب

الظروف ما سمحت…

11 الثلاثاء يونيو 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم

≈ 2 تعليقان

الإنسان بطبيعته حلال مشاكل… يلجأ إلى البحث عن حلول للتحديات التي تواجهه في حياته اليومية مهما كانت. فكل الإختراعات والإبداعات التي نراها حولنا اليوم وسنراها غداً ماهي إلا حلول لعقبات بدت أمام مخترعها “فنوى” أن يبدأ رحلة البحث عن حل، ثم “سلك” الطريق بأخذ خطوة صغيرة تجاهه، “فتجلت” له الآلية والوسيلة وقدرت له الظروف التي ساعدته على الوصول إلى وجهته التي يقصد!

قد تبدو لك الخطوات الثلاث السابقة مبالِغة في تبسيط الأمور، لكن صدق أو لا تصدق، كذلك هي الدنيا! ألم يبشرنا الحبيب المصطفى في قوله عليه الصلاة والسلام: “اعملوا، فكل ميسر لما خلق له”: أمر بالعمل والأخذ بالسبب، ووعد بالتيسير والإنجاز إن كانت المهمة تقع في إطار ما “خُلقت له”…

حين خلقنا الله، أودع في كل منا رسالته، وأوكل إلينا مهمات علينا أن نؤديها قبل رحيلنا عن الدنيا، كما وأنه سبحانه هيئ لن طريقة الحصول عليها بأسهل وأقصر الطرق الممكنة، ووهبنا “نعمة الإختيار”، لكننا أسأنا إستخدامها وسمحنا للبرمجة المجتمعية و”الظروف” أن تتحكم في حياتنا فتتخبطنا كموج البحر تارة يمنة وتارة يسرة، حتى أنستنا من نكون وما خلقنا من أجله، وأنستنا الصراط المستقيم الذي خلقنا ميسرين عليه… والنتيجة من ذاك كله، أننا توجهنا إلى حل مشكلاتنا بأقصر الطرق الممكنة: اللوم!

“الظروف ما سمحت”  ،   “مقدر ومكتوب”  ،   “أصلاً أنا حظي ردي”

مسكينة هي الظروف! نحمّلها فوق طاقتها بإعتقادات خاطئة وعبارات واهية، نكررها في حياتنا مئات بل حتى آلاف المرات، نتدخل بقولها في الأقدار والغيوب، ونستخدمها لنبرر لأنفسنا قراراتنا ونتائجها، هاربين بذلك من تحقيق ذواتنا وتذكر رسالاتنا التي خلقنا من أجلها، وناسين أن كل تلك الظروف من أكبرها لأصغرها، هي من صنع أيدينا!

هناك خيارين لا ثالث لهما في حل المشكلات: “اللوم” أو “العمل”.

highway_exit_signs

أما اللوم: “فسهل”، لن تضطر فيه لأخذ أي خطوة للأمام ولا حتى للوراء! هو حل “بشري” بحت، لست بحاجة فيه لأي إبداع، كل ما عليك فعله هو أن تبحث عن “عبارتك اللومية” المناسبة وتكررها عند كل موقف يستعصي عليك لتحصل على الراحة المؤقتة التي تنشد! إلا أن إختيار “اللوم” يبعدنا عن معرفة من نكون، ويحرمنا النتائج التي نرجو، ويتركنا في صراع مع الحياة في محاولات مرهقة لأن “نعيشها”!

وأما العمل: “فأسهل”!، هو حل إلهي، يتدخل فيه تيسير الله سبحانه فور أن تنوي أخذ الخطوة الأولى، فيٌتجلى لك الطريق ويُنار بنور الله التام لتسلكه بكل سهولة ويسر! خيار يقربنا من الله سبحانه، ثم من إكتشاف ذواتنا، فتسخر لنا الأقدار، وتعمر بنا الديار، ويمد لنا في الأعمار، ونتحول من كوننا مجرد كائنات نصارع الحياة في محاولة “عيشها”، إلى مخلوقات متصلة بالله “تحيا” الحياة ببهجة وسعادة!

شئنا أم أبينا: كلنا حلالوا مشاكل، ولا توجد معضلة أو مشكلة تستطيع أن تقف في طريقنا مهما بدت صعبةً أو حتى مستحيلة، لكن إختيارنا لنوعية الحل لتلك الصعوبات بين “اللوم السهل” و “العمل الأسهل” هو ما سيصنع ظروفنا، ويبعدنا أو يقربنا من رسالتنا ويحدد النتيجة التي سنحصد، “فالجزاء من جنس العمل”.

وكما يقول أخي العزيز د. خالد العتيبي: “تأتيك الرسائل في الحياة في ظروف مختلفة، المهم أن لا تنشغل بالظروف وتنسى الرسائل!”

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فبراير 2017
  • أكتوبر 2016
  • أغسطس 2016
  • فبراير 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • يوليو 2015
  • أبريل 2015
  • مارس 2015
  • يناير 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أغسطس 2014
  • يوليو 2014
  • يونيو 2014
  • مايو 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أغسطس 2013
  • يوليو 2013
  • يونيو 2013
  • أبريل 2013
  • مارس 2013
  • يناير 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...