الإنسان بطبيعته حلال مشاكل… يلجأ إلى البحث عن حلول للتحديات التي تواجهه في حياته اليومية مهما كانت. فكل الإختراعات والإبداعات التي نراها حولنا اليوم وسنراها غداً ماهي إلا حلول لعقبات بدت أمام مخترعها “فنوى” أن يبدأ رحلة البحث عن حل، ثم “سلك” الطريق بأخذ خطوة صغيرة تجاهه، “فتجلت” له الآلية والوسيلة وقدرت له الظروف التي ساعدته على الوصول إلى وجهته التي يقصد!

قد تبدو لك الخطوات الثلاث السابقة مبالِغة في تبسيط الأمور، لكن صدق أو لا تصدق، كذلك هي الدنيا! ألم يبشرنا الحبيب المصطفى في قوله عليه الصلاة والسلام: “اعملوا، فكل ميسر لما خلق له”: أمر بالعمل والأخذ بالسبب، ووعد بالتيسير والإنجاز إن كانت المهمة تقع في إطار ما “خُلقت له”…

حين خلقنا الله، أودع في كل منا رسالته، وأوكل إلينا مهمات علينا أن نؤديها قبل رحيلنا عن الدنيا، كما وأنه سبحانه هيئ لن طريقة الحصول عليها بأسهل وأقصر الطرق الممكنة، ووهبنا “نعمة الإختيار”، لكننا أسأنا إستخدامها وسمحنا للبرمجة المجتمعية و”الظروف” أن تتحكم في حياتنا فتتخبطنا كموج البحر تارة يمنة وتارة يسرة، حتى أنستنا من نكون وما خلقنا من أجله، وأنستنا الصراط المستقيم الذي خلقنا ميسرين عليه… والنتيجة من ذاك كله، أننا توجهنا إلى حل مشكلاتنا بأقصر الطرق الممكنة: اللوم!

“الظروف ما سمحت”  ،   “مقدر ومكتوب”  ،   “أصلاً أنا حظي ردي”

مسكينة هي الظروف! نحمّلها فوق طاقتها بإعتقادات خاطئة وعبارات واهية، نكررها في حياتنا مئات بل حتى آلاف المرات، نتدخل بقولها في الأقدار والغيوب، ونستخدمها لنبرر لأنفسنا قراراتنا ونتائجها، هاربين بذلك من تحقيق ذواتنا وتذكر رسالاتنا التي خلقنا من أجلها، وناسين أن كل تلك الظروف من أكبرها لأصغرها، هي من صنع أيدينا!

هناك خيارين لا ثالث لهما في حل المشكلات: “اللوم” أو “العمل”.

highway_exit_signs

أما اللوم: فسهل”، لن تضطر فيه لأخذ أي خطوة للأمام ولا حتى للوراء! هو حل “بشري” بحت، لست بحاجة فيه لأي إبداع، كل ما عليك فعله هو أن تبحث عن “عبارتك اللومية” المناسبة وتكررها عند كل موقف يستعصي عليك لتحصل على الراحة المؤقتة التي تنشد! إلا أن إختيار “اللوم” يبعدنا عن معرفة من نكون، ويحرمنا النتائج التي نرجو، ويتركنا في صراع مع الحياة في محاولات مرهقة لأن “نعيشها”!

وأما العمل: “فأسهل”!، هو حل إلهي، يتدخل فيه تيسير الله سبحانه فور أن تنوي أخذ الخطوة الأولى، فيٌتجلى لك الطريق ويُنار بنور الله التام لتسلكه بكل سهولة ويسر! خيار يقربنا من الله سبحانه، ثم من إكتشاف ذواتنا، فتسخر لنا الأقدار، وتعمر بنا الديار، ويمد لنا في الأعمار، ونتحول من كوننا مجرد كائنات نصارع الحياة في محاولة “عيشها”، إلى مخلوقات متصلة بالله “تحيا” الحياة ببهجة وسعادة!

شئنا أم أبينا: كلنا حلالوا مشاكل، ولا توجد معضلة أو مشكلة تستطيع أن تقف في طريقنا مهما بدت صعبةً أو حتى مستحيلة، لكن إختيارنا لنوعية الحل لتلك الصعوبات بين “اللوم السهل” و “العمل الأسهل” هو ما سيصنع ظروفنا، ويبعدنا أو يقربنا من رسالتنا ويحدد النتيجة التي سنحصد، “فالجزاء من جنس العمل”.

وكما يقول أخي العزيز د. خالد العتيبي: تأتيك الرسائل في الحياة في ظروف مختلفة، المهم أن لا تنشغل بالظروف وتنسى الرسائل!

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here