Lost in Time…
كان عنوان فلم شاهدته أثناء طفولتي، يحكي قصة خيال علمي عن عائلة تسافر خارج كوكب الأرض في مكوك فضائي.. و إذا بهم يواجهون ثقباً أسوداً … فيتيهون في الزمن… لينتقلوا إلى المستقبل ثم إلى الماضي في أحداث “درامية أكشنية” متتابعة …

لست هنا لأقص عليكم الفيلم، لكن ما خطر على بالي أننا نقضي معظم أيامنا:  تائهين في الزمن…

فنحن إما قلقون بالتفكير عن المستقبل القادم … نضع له الخطط و نتوقع له الإحتمالات التي تقلق منامنا وتشغل تفكيرنا…  وننسى أنها قد تحدث …وقد لا تحدث!

أو نتذكر الماضي و نخوض في بحاره في محاولة لعيش إنجازانتا ونجاحاتنا السابقة علها تعطينا بعضاً من الأمل… أو  لنتحسر على ما حدث لنا من مواقف سلبية … لندخل في دوامة التبرير … ونقول: “أنا مسكين/غلبان/مظلوم…  بسبب أن كذا وكذا حصل لي في الماضي…”

wpid-lost_in_time.jpg

ونقضي الأيام المحدودة من حياتنا  “بدراما و أكشن” بين كوكبي الماضي والمستقبل… وننسى الهدية التي أعطانا إياها الكريم سبحانه… هدية اللحظة…

هنا و الآن…

ننسى أنها الحقيقة الوحيدة التي بين يدينا…

يقول وين داير: “لا تحاول أن تقود النهر!”

فهو يسير في إتجاه لا يقبل الخطأ ولا يؤمن بالصدفة… لا يخطط للمستقبل … و لا يقلق من الماضي … لا يدخل في حسابات “منطقية” عن ما قد يحدث له… “يا ترى في أي بحر أو محيط سينتهي بي الحال؟ وماذا سأفعل إن تبخر جزء مني؟ يا ترى كم سيبقى مني بعد يوم أو إثنين؟”

في سرنديب دائم … هو فقط، هنا والآن… يتدفق بتوكل تام… وتسليم بأن كل ما يحدث له وحوله محسوب بميزان إلهي …مخطط له بقدر …

“إنا كل شئ خلقناه بقدر”…

لم يتذاكى محاولاً التوقع  أو التخطيط للإحتمال الأفضل… آمن أن الله.. خالقه.. وأنه هو سبحانه من يعلم الأصلح له…

يا ترى أين نحن من ذاك النهر؟

أين نحن من التوكل على الخالق، والتسليم له… بل الإستسلام التام له… هل تفكرنا يوماً ما في كلمة “الإسلام”… والمعنى الذي حشي في أذهاننا مراراً و تكراراً؟

كررناه لنحفظه… ثم كتبناه لننساه… دون أن نتفكر في معناه…

الإسلام… هو الإستسلام لله….

Surrender…

إستسلام تام… بدون مقاومة أو تفكير…

الإستسلام .. هو ما تسميه إيستر هيكس:

Allowing

السماح..

السماح للقوة الإلهية … أن تسري في كياننا وما حولنا دون أدنى تدخل منا…

واثقين بالله سبحانه في تولي أمورنا …

السماح هو أن “نكون” وفقط نكون!

ويبقى السؤال الأزلي الذي سأله وليام شيكسبير

“أن نكون أو لا نكون، ذاك هو السؤال!”

تابعني هنا – Follow me here