كثيرا ما تأملت في كلام المتأملين عن دور التنفس في حياتنا… وأنه إن وجد طريق للوصل “به” فهو التنفس…

تكلم عنه البعض أمثال الحسن البصري عليه من الله رضى و إرضاء… حين قال :”يا ابن آدم إنما أنت أنفاس، فإذا ذهب نفسك، ذهب بعض منك”

وتبحر في أسراره الآخرون كأمثال “جوديث كرافيتس” التي وصفته بعنوان فرعي بأنه ” أسلوب جديد في الحياة”، في كتابها الجميل: التنفس…

في “مراقبة” التنفس سر… أول ما يتكشف عنه… أنك لا تتنفس حقاً، بل يُتَنَفَسُ بك!

 ولو ترك التنفس لنسياننا وسهونا… لهلكنا… سبحان من خلق فأبدع…

حين تراقب المُتَنَفِسَ فيك… تحدث معجزة … تنقلك من بعد إلى آخر… لتربطك بأنفاس كل ما حولك من الأشياء التي تتنفس معك، حتى و إن إختلفوا في الطريقة…

فالصبح “يتنفس” والأزهار تتنفس… والأحجار تتنفس… والجبال تتنفس… لكننا لا نعلم كيفية أنفاسهم..

شهيقنا هو زفير غيرنا من النباتات والكائنات التي نعلم بعضها ونجهل جلها…

فما نحن إلا حويصلات في رئة الكون… يتنفس بنا… وبتنفسنا..

في كل نفس نأخذه… إرتباط بكل شئ… ورب كل شئ جل في علاه…

فما التنفس إلا إستمرار “للنفخة الأولى” التي سُجِدَ لنا بعدها: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)

فالنفس منه… والنفس له… والنفس فيه…. سبحانه جل في علاه

ففيم نضيع أنفاسنا؟

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here