بعد أن أنتهيت من صلاة ظهر هذا اليوم.. أدركت أنني لا أذكر كم ركعة صليت.. ولا إن كنت سجدت أم لا… ولست متأكداً إن كنت قد قرأت أي آيات … ناهيك عن الفاتحة نفسها!!
وقد يحصل لنا هذا الموقف في الصلاة وفي غيرها… هل تذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه في الصباح الباكر منطلقاً بإتجاه عملك أو مدرستك… أدخلت المفتاح في السيارة… سميت بالله… وفجأة وجدت نفسك أمام الجهة التي تقصدها!!
يا ترى ماذا حدث في الطريق.. وكيف وصلت بهذه السرعة إلى وجهتك دون أن تتذكر التفاصيل…
كل ذلك تم في اللاوعي… ولست اتحدث عن شئ جديد… فآلاف الكتب قد تكلمت عن هذا الموضوع… لكن ما خطر في بالي أن الآفعال اللاواعية .. أو السرحان… من المستحيل أن تحدث في غير الزمن…
فلو عصرت ذهنك… محاولاً تذكر ما كنت تفكر فيه… ستجد انك إما كنت تفكر في المستقبل أو في الماضي…(إيش الطبخة، شكلي حتأخر، والله جيعان، إيش حل مشكلة البارحة، إلخ)…
هذا يعني إن كنا فعلاً نعيش في اللحظة التي يسميها وين داير، و إيكهارت تولي والدكتور صلاح الراشد وكثيريون آخرون.. يسمونها “هنا و الآن” … فستكون حاضراً بكل أحاسيك.. متأملاً كل تفاصيل الحياة … واعياً لكل ما حولك… تعيش حياتك اللحظة تلو الآخرى… دون أن تفكر فيما سيأتي… أو فيما مضى…
وكما يقول أوشو: “إن عشت لحظتك بكل تفاصيلها، فتأكد أن المستقبل سيهتم بنفسه!”
الزمن أكبر خدعة إخترعها الإنسان… اخترعت لتكون عوناً له في تنظيم حياته ونعمة عليه .. إلا أن الآية انقبلت لتصبح نقمة ونصبح مستعبدين من الزمن…
نركض من هنا وهناك…
نتحسر على أمجاد الماضي..
و نأمل لمستقبل مشرق..
وننسى أن نعيش الحاضر الذي سماها سبنسر جونسون “الهدية”…
دعك من كل هؤلاء… وخذ هذا التحدي… لكن دعني أسألك أولاً… هي يوجد ما تتوق له النفس أكثر من رضا الله والجنة… ماذا تقول إن أخبرتك أنك لو عشت لحظتك لأقل من 3 دقائق… تضمن الجنة في يديك؟!
هاك قول المصطفى الحبيب: “من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه”
الشاهد: لا يحدث فيهما نفسه….
ركعتين فقط… لكن ليست أي ركعتين… ركعتين تعيش فيهما اللحظة بكل تفاصيلها… ركعتين تأملية… تنسى فيهما الماضي الراحل… ولا تفكر في المستقبل الغائب… حين تسجد… تسجد… وحين تركع … تركع… وحين تقرأ الفاتحة .. تتأمل خروج كل حرف من بين شفتيك… وحوارك مع الله في أياتها…
أن تجعل صلاتك تأملاً … تاماً … تسلم فيه كل شئ ليد الله سبحانه…
ياله من تحدي!! لو لم يكن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللحظة من خير وبركة ورضاً تام… لما كان هذا الحديث…
اللهم بلغنا رضاك وغفرانك يا رب… و خشعنا بين يديك…
دمتم بحب
نور
تابعني هنا – Follow me here
فعلا من اجمل المشاعر شعورك باللحظه بكل مافيها…ولكنها حقيقة صعبة التنفيذ
ولكن كزوج رائع مثلك …نستطيع و نستطيع ونستطيع تحقيقها معا
إن شاء الله .. حبيبتي أنت الأروع
i like this one more good work…
Thanks Bro 🙂