Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Category Archives: Meditations – تأملات

أخضر… وإن إختلفت ألوانه…

10 السبت نوفمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ تعليق واحد

بعد أن ذهبت لأخذ إبنتي “صبا” من مدرستها بعد ظهر اليوم، وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول التلفاز لمشاهدة مباراة لكرة القدم لفريقي الأهلي السعودي وأولسان الكوري.. أو هكذا أتذكر اسمه… جلست أتابع أحداثها في أثناء إلتهامي لطعام الغذاء مع ابنتي وأنا في أوج حماسي “المصطنع” محاولاً بإستماتة إيجاد ما يلفت إهتمامي في كرة القدم… فقد سبق وأن حاولت مراراً وتكراراً، لكن محاولاتي بائت بالفشل، حتى مع الأحداث العالمية كبرشلونة ومدريد أو كؤوس العالم… عموماً بعد 20 دقيقة حماسية أو تزيد، غلبني النعاس فاستأذنت لأخذ قسط من الراحة… علّها تفيدني لأستعيد بعضاً من قوتي التي نهبها زحام الطريق وحفريات الشوارع…

جلست أتقلب على السرير غير قادر على النوم… متذكراً بضعة مشاهد من الدقائق التي تابعت، جعلتني أطارد النوم ككرة قدم تتدحرج نحو خط التماس هاربة من لاعب يهددها بالركل المبرح…

تمُجع الجماهير الذين أمسك بعضهم بلوحات كتب عليها بالإنجليزية “لقد جئنا من أجلك يا أهلي”…

حرصهم حتى وهم في بلاد الغربة على الحضور ولبس الزي الرسمي أو التوشح بالأخضر والأبيض على أقل تقدير لإظهار الولاء…

نظراتهم الحزينة حينما إخترقت كرة الفريق “الشرير” شباكهم لأول مرة … كنظرة أم مات لها طفل جراء سقوط قنبلة على سطح بيتها…

صياحهم بإحتجاج على ذلك “الحاكم الظالم” صاحب القرارت المجحفة (آسف، أقصد الحكم)…

بحلقة أعينهم حين أضاع “رأس حربتهم” فرصة كاد يقتنص فيها شباك “العدو”…

وبالرغم من أنني لست كروياً ولا أصلح لذلك على الأطلاق، إلا أنني علمت من منتصف ما رأيت من الشوط الأول بأن “الأخضر” لن يكبر ليطرح الثمر!! بالتأكيد ليس من أحداث المباراة والمناورات نفسها… فلا أفقه فيها شيئاً… إنما من مجرد إبتسامة ونظرة الفريق الكوري!

دعني أوضح لك بموقفٍ واحدٍ على سبيل المثال لا الحصر، بعد أن “إنبرش” أحد لاعبي الفريق “الخصم” على لاعب “قوة الخير” (أو هكذا ننظر إليهم)، قام اللاعب الأخضر بإنتهاز الفرصة ليعيش دور الضحية المسكين الذي إضطهده “آكل الكلاب” ذاك… (كما سمعت البعض يعلق عليهم)… وبدلاً من أن يقفز من مكانه الذي سقط فيه ليستعيد توازنه، فضل البقاء على الأرض ليتلوى وهو يمسك بقدمه لعلّه “يسرق” فرصة يحقق بها المجد لفريقه!

وفي تلك الأثناء، إبتسم اللاعب الكوري للأخضر، إبتسامة ملئها السخرية على طريقة تمثيله الساذجة، ونظر إليه بعينين يملأهما الفخر والثقة، وكأني به يقول له بلغة غير مسموعة “خليك على الأرض وأكمل تمثيلك، حتى تصبح حقيقتك البؤس… وحقيقتنا الكأس!”

لست ضد كرة القدم أو التحمس إليها… بل إنني أراها طريقنا إلى الإنتصار الأكبر… فكيف لنا أن نفوز كأمة في المضمار العالمي إن لم نستطع أن ننجح في مضمار بحجم ملعب كرة قدم! فما تلك المباراة إلا صورة مصغرة تعكس واقعنا الذي نعيش فيه… السقوط… اللوم… الحكم… الولاء… التغيير… النصر… الحرية!

إن إردنا أن “ننتصر” بإستخدام مبدأ “تمسكنت حتى تمكنت” فالأفضل لنا أن نبقى على الأرض لنعيش دور الضحية لعله يؤتي أكله يوماً ما… أو أن نستقطب مدرباً أو لاعباً “أمريكياً أسوداً” على سبيل المثال، ونرجوه لينتصر عنا… وإن لم نستطع، فلا أسهل من لوم “الحكم”، أو “المدرب”، أو “الجمهور” أو حتى “المشاهدين”، الذين لم يشجعوا بما فيه الكفاية…

إن أردنا أن نغير من حالنا فعلينا ان ننتفض بعض السقوط… ونتوقف عن لوم الآخرين على أخطائنا التي ارتكبناها بأيدينا… وعلى تقصيرنا في أداء واجباتنا اليومية… وأن نؤمن أن الفرص لا “يسرقها” الضحايا بل يصنعها المثابرون المؤمنون حتى وإن أكلوا الكلاب وأمخاخ القردة…وأن للمجد ثمن… وللحياة ثمن… وللحرية ثمن…

إن أردنا النصر فعلينا أن نبدأ “بتسليم” أنفسنا لأنفسنا لندربها ونصقلها حتى وإن غاب “المدرب”… وأن يكون ولائنا “لفريقنا الأخضر” و إن إختلفت ألوانه… وأن نوحد أهدافنا لنرتقي ونحقق النصر المؤزر…

وإن قدر علينا الله بعد كل هذا وكانت مباراتنا “أُحداً” فعلينا أن نؤمن أن بعد كل أُحدٍ … فتحاً مجيداً

تابعني هنا – Follow me here

نور… عليه السلام

28 الأحد أكتوبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم, Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

منذ فترة ليست بالقريبة، أعدت إرسال تغريدة من أحد من أتابعهم يداوم على كتابة مقولات لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه… لا أذكر ماهي العبارة تحديداً، غير أنها بدأت بـــ “يقول الإمام علي عليه السلام:….”

فوجئت بأحد متابعي ينهال علي بعبارات من النصح… لم أفهم السبب بادئ الأمر، لكنني حين أكملت قراءة النصائح اكتشفت أن ما أستوقفه كان عبارة “عليه السلام”.. والحجة حسب قوله، أن تلك العبارة لا تستخدم إلا مع الأنبياء كـ “موسى عليه السلام… وإبراهيم عليه السلام…”

لم أكن من الطلبة الناصحين في مادة النحو والصرف، لكنني لا أذكر أننا تطرقنا لأن حرف الجر “على” يضيف قدسية أو يزيلها حسب مكان وضعه في الجملة! فعلى سبيل المثال: قولنا: “عليه السلام” يختلف عن “السلام عليهم”، ففي الأولى على ما يبدو لي أن “السلام” خاص بالأنبياء… أما في الثانية فهو لعامة الناس!

ما يحزنني أننا بتنا نركز على الرموز من الأعمال والأقوال ونترك الجواهر، ناسين أن السلام هو تذكير يومي لنا بالله السلام… وأنه سبحانه يسلم ويصلي علينا كلما صلينا وسلمنا على حبيبه المصطفى: “من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرة” وأن موقع  حرف الجر لا يشكل أي فرق غير أن تغييره، عند البعض خارج عن المعتاد وكاسر للبرمجة التي إعتدنا عليها طوال عمرنا…

أصبح السلام، كلمة نرددها دون أن ندرك مدى عمقها… حتى باتت فاقدة لمعناها وروحها… مستهلكة من تكرار نطقنا لها في اليوم والليلة… فشرعنا نعطيها طابعاً عصريا ظناً منا أنه نوع من التجديد …. “سلملم… سلامؤمؤ… سلامولي…”

تأملت فيها وأنا أنطقها البارحة، وكأنني أنطقها لأول مرة في حياتي…

تبدأ بولادة يسيرة غير عسيرة … بالحد الأدنى من حركات فمنا… بهمسة من حرف السين…. “ســـــــــــ” …. تخرج معها نفحة هواء رقيقة يرافقها صفير بالكاد يسمع، لكنه يلفتك إليه رغماً عنك… أشبه بالصوت الذي يصدر من نافذة غير محكمة الإغلاق جراء دخول الهواء من أحد أطرافها… لتنبه كل من يسمعه بمكانها حتى وإن لم يعلو صوتها… فيلتفت تجاهها سريعاً … ليصافحها بيد تغلقها لتودعها أو تفتحها لتستزيد من نسيمها العليل….

“ســلــــــــ….” ثم لام تلين لها القلوب، تخرجها لمسة خفيفة من طرف اللسان لأعلى الحلق، لتحلق بقائلها ومستقبلها إلى الألف الممدودة التي تتبعها…

“سلاااااااا…” المدة ذات الموجة الشافية، والذبذبات الباعثة للراحة والطمانينة، كالتي نكررها دوماً في إسم خالقنا حين نمده… اللــــــــــــــــــــه… نزفر معها أنفاسنا لنخرج كل ما يؤرقنا ويزعجنا ولنختم بهمهمة حرف الميم…. “ســـــلامـــــــ…” التي يرددها المتأملون لتطمئنهم وتوحد طاقاتهم مع طاقة الكون الأزلية التي خلقها لنا الله….. سبحانه ما أعظمه….

سلام… هو عنوان لحملات لردع  الظلم، تقوم في أرجاء الأرض… وفي أرجائنا…

سلام… هو ما نقضي حياتنا بحثاً عنه داخل أنفسنا وخارجها…

سلام… هي تحيتنا التي نلقيها ونرد بها على الأقارب والأغراب… “السلام عليكم…. وعليكم السلام”، وحتى إن لم يشاركونا ديننا “سلام على من إتبع الهدى”.. وحتى على أمواتنا “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”

سلام… نجمعها لنطمئن بها على مرضانا “سلامات”… ونؤنثها لنودع بها أحبابنا: “بالسلامة”

سلام… هي ما نعبر به عن إعجابنا: “يا سلاااااااااام”،  واستغرابنا: “يا سلام!”

سلام … هو اسم خالقنا وبارئنا “السلام”

سلام… هي آخر أربعة أحرف من ديننا…

سلام… أول ما يقال لنا عند دخولنا دار السلام (الجنة) “…. سلام عليكم، طبتم فادخلوها خالدين”

سلام … ليست مجرد كلمة عارضة نرددها أو نختلف في طريقة إستخدامها… بل هي أسلوب حياة متكامل… يبدأ من جذورنا، ويكبر معنا حتى يثمر في كلماتنا الرقيقة … ومعاملتنا الحسنة… وإبتسامتنا العذبة… وحبنا الصادق…  لله السلام ولكل ما خلق…

هي شريعة أزلية… وميثاق مقدس… تتبعه كل الأعراق والأديان… إلا أن الباري خصنا به في ديننا الذي أكمله لنا… لنعيش مسلمين.. مسالمين… ولننشرالسلام والمحبة في الأرض… لتكون رسالتنا في حياتنا… وما ينتظرنا عند لقاء خالقنا…

هي السلام

فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم … وعليكم أجمعين

تابعني هنا – Follow me here

أنا، والمسك، ومسجد تجار جدة…

22 الإثنين أكتوبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ تعليق واحد

في “زاوية التجار” من مركز تجار جدة، يقع مسجد صغير بحجمه، كبير بقدره… للوهلة الأولى من دخولك إليه ينتابك شعور “ديجافوي” غريب بأنك قد زرته من قبل…مبناه الخارجي ذو التصميم العتيق، يعيدك بالتاريخ لأحياء جدة القديمة.. وإن ظننت أنني أبالغ في وصفي فسيؤكد لك كلامي المصلون فيه، الذين يتهافتون إليه لإجابة النداء، بعمائمهم الحجازية التي يرتدونها على رؤوسهم كتيجان الملوك، إلا أنها تزيد هيئتهم تواضعاً ووقاراً… فيسارعون إليه بعد الإنتهاء من تجارتهم مع البشر، ليكملوا تجارتهم مع رب البشر…

ولا يختلف خارجه عن داخله، فديكوره غير المتكلف يشعرك براحة وطمأنينة حين تتجول بناظريك في أركانه… في النهار، تشع فيه الشمس من كل زاوية لينعكس نورها على كريستالات نجفته التي تتدلى  من التجويف الداخلي لقبته، كحبات من العنب اليانعة التي تبرق  منتظرة من يقطفها…  أؤكد لك أنك حتى وإن كنت تزور المسجد للمرة الأولى، فستشعر فوراً بحميمية غريبة…

ففي صلاة الجمعة مثلاً، ينتابك شعور بأنك تعرف كل من يصلي فيه… شعور غريب لا أذكر أنه مر علي في مسجد غيره من قبل… الوجوه هناك بشوشة، ضاحكة مستبشرة، يبادرونك الإبتسامة بمجرد نظرك إليهم… خطبة الجمعة فيه أشبه بدورة تدريبية مصغرة… تكمل بعدها الصلاة التي سرعان إنتهاء  الخطيب منها، تنشأ “بتسليمته” موجة “سلام” بادئة بتسابق جل من في المسجد لمصافحته وتهنئته على الخطبة، في منظر أشبه بمشجعين يستقبلون نجماً محترفاً عاد بعد تحقيق نصر مؤزر لجمهوره… ثم تنتقل الموجة للتحول إلى تحايا وعناق بين المصلين، تعبر عن إشتياقهم لبعضهم البعض بعد مضي أسبوع على لقائهم الأخير… إلى أن ينتهي بهم الحال إلى جماعات صغيرة متفرقة يتجاذب كل من فيها أطراف الحديث ليسأل كل منهم عن أخبار الآخر…

منظر أخاذ وإحساس جميل لن تفهمه حتى تعيشه هناك…

لكن بالرغم من كل الأشياء الجميلة التي ذكرت، إلا أن كل تلك الأسباب ليست ما يربطني بهذا المسجد… قد تستغربون إن ذكرت لكم أن سر الإرتباط يكمن في الرائحة التي يعطر بها مسؤول المسجد سجاده!

فرائحة المسك التي تفوح منه، تذكرني كل أسبوع باللقاء الأخير الذي ودعت فيه والدي عليه رحمة الله وأنا في السابعة من عمري… لا زلت أذكره وهو يتوسط المجلس مستقبلاً مودعيه بإبتسامته الؤلؤية، ووجه المضيئ وعيناه المغمضتين برفق كمن يأخذ غفوة عارضة في وسط يومه المجهد… ولازالت رائحة المسك التي تفوح منه محفورة في ذاكرتي… أسترجعها في مسجد تجار جدة في كل سجدة أسجدها لله… فأذكره وأدعو له بالمغفرة والرحمة… آملاً في كل مرة أرفع فيها رأسي من السجود أن أراه جالساً بجانبي… وعائداً إلى صغري مرة اخرى، لأشعر أنني لا زلت ذلك الطفل الذي كان يمسك بيده ليصحبه معه إلى المسجد كل جمعة…

ثمة أماكن تحجز في قلوبنا “أماكن” تذكرنا بالأحباب وتربطنا بالأقارب والأصحاب… لنسأل عنهم إن غابوا، ونسعد بصحبتهم ووصلهم إن حضروا… آملين أن نترك فيهم و فيها الأثر… حتى إن حان وقت رحيلنا… ذكرونا كل ما وجدوا آثارنا …كأثر المسك في سجاد مسجد تجار جدة…

تابعني هنا – Follow me here

Newer posts →

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضمام 6٬910 من المتابعين الآخرين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فبراير 2017
  • أكتوبر 2016
  • أغسطس 2016
  • فبراير 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • يوليو 2015
  • أبريل 2015
  • مارس 2015
  • يناير 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أغسطس 2014
  • يوليو 2014
  • يونيو 2014
  • مايو 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أغسطس 2013
  • يوليو 2013
  • يونيو 2013
  • أبريل 2013
  • مارس 2013
  • يناير 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

Create a website or blog at WordPress.com

إلغاء

 
تحميل التعليقات...
تعليق
    ×
    سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
    لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط