Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Category Archives: Meditations – تأملات

#في_البرزخ

09 الإثنين ديسمبر 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

 

يعيش الإنسان منذ خقله الله بين بحرين… أحدهما “ملج أجاج”… والآخر عذب يروي القلوب والأجساد.

أما المالح فهو بحر الخوف… الذي تلطمنا أمواجه بين الحين والآخر لتفيقنا من غفلتنا التي أنستنا الله تعالى…

ملوحته التي قد تبدو سلبية للبعض تحمل بين ذراتها حباً أزلياً!

فهي تساعدنا على الطفو فوق “المحن”…

و”تحرق” أعيننا لكي نرى الحقيقة التي غيبناها عن أنفسنا بأحكامنا وإستعجالنا…

ونتجرعها لنطهر “أحشائنا” من ذنب التواكل والتوكل على غير الله…

بحر الخوف يتطلب منا “حكمة” عالية في “التجديف”، كي لا تبتلعنا أمواجه العاتية…

أحيانا تكون السرعة العالية مطلوبة لنخرج مما نحن فيه…وقد تكون هي سبب هلاكنا لنجد أنفسنا قدغرقنا أكثر فأكثر بسبب ارتباكنا…

وأحياناً أخرى يبدو فيه السكون والتسليم “فلكاً” مناسباً… نبحر به مع تيار الأقدار لنطفو حتى نصل لبر الأمان…

وقد يكون هو سبب غرقنا في بحر لجي فيه “ظلمات بعضها فوق بعض…”

أما البحر الآخر فهو “عذب فرات سائغ شرابه…” يتجلى فيه نور الله “كمشكاة فيها مصباح…”

لينير لنا الطريق بنوره السرمدي لنعود فنوئمن بأن “…من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور”

عذوبته تفيقك من غفلتك وتذكرك بحقيقتك التي اخترت نسيانها: “روح تعيش تجربة جسدية… بدلاً من جسد يعيش تجربة روحية”

يكسر القيود… ويطمئن الأفئدة بإلغاء الحدود حين نتصل به بالرب الواحد الودود… فتقلب المحن منحاً…وتتجاوز العواصف بأقل مجهود.

إعتيادنا على”العوم” في أحداث حياتنا في بحور الخوف المالحة… يصعب علينا البقاء في عذوبة الحب… “فنجدنا” نغرق أنفسنا بأيدينا…بحثاً عن ينبوع ماء عذب في عمق البحر المالح… فنبحث عن الجهد والمشقة حتى وإن لم يستوجب الموقف ذلك… فنصعب حياتنا على أنفسنا ونعقدها بعد أن يسرها الله تعالى لنا…

نتقلب في حياتنا بين “بحرين لا يلتقيان”… تتقاذفنا فيهما الأمواج صعوداً وهبوطاً…

فنطفو تارة ونتجرع الملوحة حتى نصل إلى شاطئ الأمان…

ونغرق تارة أخرى في الحب والهيام لنذوق معنى الحياة…

ناسين أن الله تعالى حباناً بنعمة الإختيار… وناسين بأن البحرين “بينهما برزخ لا يبغيان”!

في البرزخ… تستطيع رؤية خوفك وحبك في آن واحد…

في البرزخ… يجتمع السكون والحركة في آن واحد…

في البرزخ… يوقد لك نورك من نور الله…

في البرزخ… يتجلى لك الله فتتجلى

في البرزخ… تبصر بدل من أن ترى

في البرزخ… يتجمد الوقت وتظهر الحقيقة: هنا والآن

في البرزخ… يتوقف التفكير ويبدأ الإلهام

في البرزخ… يختار الله لك…من خلالك…

لكل بحر عيوبه ومزاياه…  لن تستطيع العيش فيهما معاً… فأحدهما يظهرحين يغيب الآخر…

إن أردت الإختيار … فاختر أن تعيش في البرزخ…

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

معاً لقلب النظام

09 الجمعة أوت 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

جمعني الله تعالى أنا وثلة من الأصحاب “الساحبين” للخير في كل رمضان لنتشارك في أجر تفطير الصائمين، آملين من الله الكريم بأن يعطينا ما وعده لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأجرٍ كأجر من نفطر. ففي كل عام تتسهل أمور تفطير الصائمين بطريقة ربانية لا نملك أية تحكم بها، تنطلق بها طاقة عجيبة من نوايانا المجتمعة لنيل الأجر من ربنا الودود وإسعاد فقراء الصائمين الذين قد تمضي عليهم عدة أيام رمضانية إما بإفطار متكرر يومياً، وأحياناً بلا إفطار، بينما تزخر موائدنا بكل ما لذ وطاب… الحمد لله.

نشأت العادة بأن نطعمهم من أوسط ما نطعم أهلينا، وجبة خفيفة ظريفة، “تملى العين” ويشتاق لها القاصي والداني… نعم… إنه “البيك!”.

<p dir="RTL"لست هنا بصدد التسويق أو الحديث عن القيمة الغذائية التي تحويها الوجبة البيكية الشهيرة، أو عن عدد سعراتها الحرارية، بل بوصف القيمة المعنوية لها عند كل من يزور جدة بين الحين والآخر… وبالرغم من أنني لست من أنصاره أو محبيه، إلا أنني أتعجب في كل مرة أرى الزحام الشديد على كل أفرعه وفي أي وقت من اليوم… فلا أملك إلا أن أقول "ما شاء الله تبارك الله!" لعلها البركة!

تفرد البيك بنظام جميل يستطيع أن يخدم أي عدد من الزبائن في وقت قياسي وبكفاءة عالية. فقد فرض على زبائنه الوقوف في “طابور”  بوضع حواجز تحفهم يمنة ويسرة كي لا “ينبرش” أحدهم على الآخر. (الطابور بحد ذاته أمر لم نعتد عليه في شعوبنا العربية، وأرجو أن لا أكون قد عممت بعبارتي السابقة هذه!)

وفور أن تنتهي من طلب وجبتك، يقوم الكاشير بإعطائك فاتورة عليها رقم ترقبه على لوحة الأرقام واللعاب يسيل من فيك. وبالرغم من الطابور والأرقام، إلا أنك لا بد أن تجد البعض متزاحمين على “الكاونتر” وهم ينادون “صديـــــــــق، جيب طلب، جيب طلب!” وهم يعلمون تمام العلم أن دورهم لم يحن بعد… نظام!

وبعد أن تخرج من عالم النظام المؤقت الذي ينكسر فور إكتشافك أن أحداً ما قد أغلق على سيارتك بالرغم من خلو المواقف، لتنطلق باحثاً عنه بالصراخ بنوع سيارته ولونها… أو أن تنتظره طويلاً حتى يفرغ من طلبه، فيكتفي برفع يده متأسفاً ومبتسماً إبتسامة صفراء لا تعوض الوقت الذي ضاع عليك… نظام!

عموماً… حين نستلم الوجبات الإفطارية، نتجه بها إلى منطقة جداوية منسية، إجتاحها الفقر من كل حدب وصوب… منطقتي “غليل والكرنتينا”… إتفقنا فيها مع مجموعة شباب من قاطني المنطقتين، بجمع الناس وتنظيمهم في “طوابير” لكي نقوم بالتوزيع بكفاءة عالية وفي وقت قياسي…

IMG_20130727_185459

بدأنا بالتوزيع بكل سلاسة حتى قام أحد “المتمردين” بمد يده من خارج الطابور “لينتش” وجبة في غير دوره بحجة أن “الطابور طويل” فيخرق النظام!

ولهول المنظر الذي لا أظن أن الكلمات تكفي لوصفه، تحولت طوابير الرجال والأطفال والنساء، من بشر إلى مجموعة من الأسود والأشبال واللبؤات، وكأنهم ينقضون على حمر مستنفرة تحاول الفرار… لينتهي الحال بمعظم الوجبات التي كانت قطعاً ستكفي الجميع، إلى أن تداس بالأرجل، ليحرم الأغلب من تناول إفطار هنيئ… نظام!

وقفت مذهولاً في محاولة لفهم ما حصل، حتى أقبل علي صديقي نزار ليهدأ من روعي قائلاً: “لا تستطيع لومهم ولا إجبارهم على الإلتزام بالنظام، فكل ما حدث هنا، ما هو إلا مرآة لما يحدث لنا في الدوائر الحكومية والمراجعات!”. ولتأثري الكبير بالموقف لم أستطع تقبل ما قاله بالكلية، حتى جاء الأسبوع المقبل الذي زرت فيه إدارة الجوازات!

نساء ورجال، يقفون متزاحمين على بوابة الجوازات بمنظر أسوأ بكثير من “غزوة البيك” التي خضناها! مكشرين عن أنيابهم في إنتظار اللحظة السانحة للإنقضاض على البوابة فور فتحها لينهش كل منهم رقماً من المكينة، التي لو كنت مكانها لأصابتني الكوابيس في في كل ليلة تسبق الدوام خوفاً من فقدي لزر أو خدش في عين شاشتي أو قطع للحبل السري الكهربائي الذي يبقيني على قيد الحياة!

بقيت متسمراً حتى خرج أحد الموظفين صارخاً بأعلى صوته على الناس للتراجع، ليهدأ مع زئيره الضجيج، وأتقدم أنا بخوف وحذر شديدين لأحصل على آخر رقم في السلسلة، ولأجلس لساعات طوال منتظراً معالمة إلكترونية لا تحتاج لا إلى قلي ولا “ثوم زيادة”، ومع ذلك تزحف فيها الأرقم زحفاً أبطئ من أبطئ وجبة “بيك”… نظام!

لكنني صبرت حتى إستبشرت بحلول دوري الأخير قبل الإغلاق، ليفاجأني الموظف بنظرة خاطفة  على معاملتي المكتملة النصاب ثم يقول “أنا آسف، النظام ما يسمح… راجعنا بعد العيد!” فأهرع لأكلم من أعرف من الواسطات فيوافق أن “يمشيني بمزاجه!”… نظام!

لله دركم يا أهل الكرنتينة وغليل! إن أوهمنا أنفسنا بأن الفرق في لون البشرة، أو ماركة اللباس أو رصيد الحساب أو مدى الرقي أو الوعي فقد أخطأنا!

 لا فرق بيننا في النظام… كلنا منظمون… فلا شئ في الكون يسير بلا نظام، الطابور نظام، والتزاحم أيضاً نظام. إلا أن الفرق أن الأول قد صنعناه ليضمن الحقوق، والسرعة والكفاءة في الحصول على الخدمة المرجوة أياً كانت، إفطار صائم أو معاملة حكومية أو حتى طابور في “لفة يوتيرن في طريق الملك السريع”! (أهل جدة ادرى بها)… لكن النظام الذي إخترناه هو “الفوضى”… نعم… حتى الفوضى  نظام ولها طرائق ووسائل للحصول على ما تريد بسرعة وكفاءة عاليين وقبل غيرك من المستحقين!

النظام صنع ووضع وطور لكي يسمح ويخدم ويكون هو العبد لا السيد…

لا عجب فيما نرى من فوضى إن كانت الفوضى هي النظام المعتمد في كل نواحي حياتنا…

لن يتغير الخارج إن لم يتغير ما في الداخل بدئاً بأنفسنا ثم أقرب الدوائر المحيطة بنا…

“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”

كل ما نراه من فوضى تحيط بنا، ما هي إلا أنعكاس للفوضى التي تسكن دواخلنا…

إن أردنا أن نحيا حياة كريمة… فقد آن الأوان لأن نكون معاً… في قلب النظام!

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

#أنت_وش_أنت

27 السبت جويلية 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Ego - إيجو, Meditations - تأملات

≈ 4 تعليقات

تكرم الله علي بفضله ومنه بأن رزقني إبنة معافاة في شهر رمضان الكريم… “دانة”، الإسم الذي إختارته لها أختها “صبا” التي تكبرها بأربع سنوات، أضاءت علينا العالم مرة أخرى بتذكيرها لنا بعظمة الخلق والخالق، سبحانه ما أعظمه!

وقبيل أن تقرر الخروج من بيت الرحم إلى بيت الرحمة، تهاوت علينا التعليقات والتساؤلات من معظم من يحيطون بنا:

“الله يعينكم على الغيرة من أختها الكبيرة، حتجي البيبي وتاكل عليها الجو!”

“حتحبوا مين أكثر، هيا ولا أختها؟!”

“تتوقعوا مين حيطلع أحلى، صبا ولا دانة؟”

وانتقلت العبارات بعد ولادتها لتنهال على “صبا” التي وقفت لا تدري عما يتحدثون، ولا كيف تجيب عن أسألتهم التي لم تخطر لها على بال قط:

“ما شاء الله تبارك الله عليها قمر والله… بس إنتي يا صبا أحلى!”

“مين تحبي أكثر ماما ولا بابا ولا دانة؟”

“مين أحلى يا صبا إنتي ولا أختك؟”

“صبا” التي تقف محتارة في كل مرة تطرح عليها تلك الأسئلة ولا تملك إلا أن تجيب عليها بإبتسامة بريئة وكأن لسان حالها يقول: “إنتوا إيش بتقولوا؟ هوا يعني إيش غيرة؟! ترى هذي أختي ومافي فرق بيني وبينها!”

كل تلك العبارات والسؤالات تركتني في عجز عن التصرف أو التعليق على ما “يزعمون” من أحاسيس الغيرة والصعوبات التي (حسب خبرتهم!) حتماً سنواجهها وستكون أكبر تحدي في تربيتنا لأطفالنا… وتركتني أتسائل: هل حقاً يغار الأطفال من بعضهم البعض “بفطرتهم”، أم هل ترانا نحن من يبرمجهم على ذلك؟

discrimination

موقف صبا حل لي لغزاً لموقف سابق حصل لي أثناء زيارتي لأحد الأصدقاء في مقر عمله… ففور وصولي إلى البوابة، إستوقفني رجل الأمن المسؤول ليطلب مني تصريح الدخول الذي لم يكن لدي، فقام بدوره بالإتصال بمن في الداخل ليرى إن كان بإستطاعته إدخالي إلى الموقع…

وفي لحظات الإنتظار التي بدلاً من أن نملأها بالإستغفار، ندردش لنملأها “بأي كلام فارغ” لنقتل به، بزعمنا، بعضاً من الوقت… بدأ حارس الأمن يرمقني بنظرات “شيل وحط” قبل أن يبادرني بالسؤال:

“على فكرة… أنت… وش أنت؟!”

نظرت إليه بتعجب محاولاً الإجابة على السؤال الذي لم يطرح علي من قبل، وأثناء تلعثمي في بحر الأفكار التي بدأت تعصف بذهني بحثاً عن شاطئ إجابة، إنطلق جرس الهاتف ليكسر حاجز الصمت وينقذني من حيرتي، ليشير إلي حارس الأمن بيده سامحاً لي بالدخول.

يا ترى من الذي برمجنا على المقارنة وأننا أفضل أو أسوأ، أو أبيض أو أسود، أو أعز أو أحقر من غيرنا؟!

من الذي باعنا تلك الفكرة التي حذرنا منها الله تعالى في كتابه الكريم ذاكراً لنا في غير ذي موضع، أنها هي التي تسببت في طرد إبليس من الجنة لأنه أبى أن يسجد لمن هو “في نظره” أسوأ منه: “أأسجد لمن خلقت طيناً؟”

كيف نشأت الطبقية التي قسمت البشر إلى أعراق وألوان ودول، لتصنع حواجز وهمية دمرت الوحدة الإنسانية…

من أين جائت تلك العنصرية التي نراها في الآخرين، وننسى أن “كلاً يرى الناس بعين طبعه”:

“يا خي والله البدوعنصرييييين!”

و

“والله ما ضرنا إلا ذولي الطروش!”؟؟

و

“والله الخيلان السود هم أساس كل بلاء!”

من أين نشأت عبارات كـ:

“إنت إيش تعود” … “إنت وش فخظك!” … “إنتا شريف ولا سيد؟” … “إنت خضيري أم قبيلي!”

العنصرية التي نهانا الرسول المصطفى عنها بقوله:”دعوها فإنها منتنة”… أهي من الفطرة التي قال عنها عليه الصلاة والسلام: “كل ابن آدم يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”؟؟

هيهات أن تكون العنصرية من الفطرة!

هي ثقافة من صنع أيدينا…

ورثناها عن آبائنا… ونسبناها ظلماً وبهتاناً لـ “فطرة الله التي فطر الناس عليها”… تعالى الله عما نقول…

ثقافة نزرعها في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم بعبارات قد لا نلقي لها بالاً، تهوي بقلب صاحبها ومستقبلها في حفرة لا قرار لها:

“تحب مين أكثر، ماما ولا بابا؟!”

“مين أشطر إنت ولا أخوك؟!”

“مين أحلى إنتي ولا ماما؟!”

وآلاف الكلمات “الخبيثات” التي نبذرها في أنفس فلذات أكبادنا لتكبر معهم “كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار” … لا تثمر إلا حقداً وحسداً…

الأطفال، أحباب الله، لا يغارون!

أرواحنا نفخة من روح الله تعالى، لا مكان للغيرة أو الحسد أو الحقد فيها…

 والإنسان الذي فضله الله تعالى على سائر خلقه مجبول بالفطرة على الخير والحب لا على التفرقة والمقارنة.

الحب هو أساسنا… وكل ما عدا ذلك فمن أنفسنا ومن الشيطان…

كل ما نراه ونسمعه ما هو إلا موروثات سلبية تقبلناها دون أن نسأل عن صحتها… إن تأملناها بدقة… لوجدنا دون أدنى شك…

أن: “أنت وش أنت؟” منشأها الحقيقي هو “تحب مين أكثر؟”

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

من خاف… سلم؟!

07 الأحد جويلية 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم, Meditations - تأملات

≈ تعليق واحد

الخوف…

شعور غريب … يصاحبه  قشعريرة يقف لها شعر البدن حيرةً، ويتعرق الجسد حتى إن تجمد الجو… نتلفت أثنائة بإرتباك يمنة ويسرة، وتنتابنا تأتأة في الكلام، وبحلقة في العينين مع إصفرار وشحوب يغشى قسمات وجهنا حتى نكاد لا نُعرف…

واجهه الكثيرون، وفرّ منه الآخرون، وتكلم عن دروسه وعبره المتفلسفون… إحساس يزورنا بين الفينة والأخرى، تسببه ذكريات من الماضي أو توقعات عن المستقبل، تؤرق مناماتنا، وتحيل أيامنا إلى “كوابيس يقظه”… يتركنا في حيرة  في طريقة تعاملنا معه…

أنقف أمامه وجهاً لوجه؟ أم ندفن رؤوسنا في التراب مثل النعام منتظرين مروره بسلام وآملين أن لا يعود إلينا ثانية؟

images

يا ترى لم يأتينا؟ ليعلّمنا؟ أم ليسجننا؟ أم هل عساه يزورنا ليحررنا؟

الخوف الذي وصف بأوصاف كثيرة أحيانا تكون متناقضة: معيق، معطل، آمن، حامي… إن تأملته لبرهرة لأدركت أنه في عمقه، ما هو إلا “فكرة!”، فكرة لا علاقة لها بما تخاف منه!

فالقطة مثلاً، قد تكون حيواناً أليفاً عند أحدهم، أو فوبيا مرعبة يراها آخرٌ وحشاً كاسراً، يقفز إن التقاها برهبة ليتشبث بأي شئ حوله محتمياً من ذلك الغضنفر الذي يزأر: “ميااااو!”.

قد يقول البعض، “والله معاه حق، في أحد ما يخاف من بسه!” وقد يقول البعض الآخير: “حرااااام، والله يا ناااس مرررة كيييوت!”

ولو تفكرت للحظة لوجدت أن الخوف من كائن “جميل لطيف” كالقطة مثلاً هو أمر لا يبدو منطقياً! فالقطة ذاتها بشحمها ولحمها لا تخيف! إنما ما يخيف هو “فكرة” مخزنة في أدمغة بعضنا عن موقف خاف فيه من قطة ما (ليست بالضرورة نفس القطة!) ثم تم تعميمه على كل قطط العالم التي تراها!

وكذلك هو الحال مع الإرتفاعات أو المنخفضات أو الأماكن المغلقة أو المفتوحة، فتارة تكون تجربة جميلة تتحرك معها المشاعر، وتارة أخرى تكون أسوأ كابوس عند آخرين… “وعد وأغلط” من “الفوبيات” مختلفة الأنواع مثل: فوبيا المال، والطعام، والملابس، والشمس… والقائمة لا تنتهي.

الخوف الذي يقلقنا ما هو إلا وهم! انشئ في أدمغتنا جراء “فكرة” من موقف ما حصل لنا في وقت سابق… هو في واقعه، ليس “واقيعاً”! يزول بزوال الفكرة المرتبطة به…

طريقة تعاملنا معه هي ما يحدد سجننا به أو حريتنا منه… والسؤال المهم هو: كيف نتعامل معه؟! كيف نكسر الإرتباط “بفكرة الخوف” تلك؟

يقول المصطفى العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام: “من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة”

من خاف “أفعل”… من خاف “أخذ أكشن”… من خاف واجه خوفه و”تحرك”، لم يقف ساكناً متسمراً ينتظر “الأكشن” من الآخرين! وفور تحركه فإنه حتماً سينال سلعته التي ينشد ومراده الذي يقصد، دنيوياً كان أو أخروياً.

هو درس لا يقدر بثمن في التعامل مع الخوف وفك الإرتباط به… درس يكسر كل البرمجة السابقة من المقولات التي حشيت بها أذهاننا:

“أمشي جنب الحيط توصل!”

“من خاف…سلم!”

والكثير الكثير من المقولات التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، بل ومن المبادئ التي نعيش بها و نربي عليها أبنائنا… كررناها حتى بات الخوف محركاً أساسياً لحياتنا… فأصبحت أحلامنا وآمالنا بعيدة المنال عنا، يفصل بيننا وبينها حاجز وهمي خفي، يحرمنا لذة الإنجاز وحلاوة الإيمان بذواتنا وقدراتنا…

من خااف لم يسلم! من خاف أظلم، وانطفئ نوره وضاعت حياته…

عند تعرضك لموقف تشعر بالخوف فيه، سل نفسك:

مالفكرة التي أخافها؟

وما سبب خوفي منها؟

ثم “أَدلٍج” بالطريقة التي تراها مناسبة لذلك الموقف… وإن فعلت، كسرت قيدك وحررت نفسك للأبد!

الخوف شاطئ إن فهمناه وتأملناه أدركنا أن على ضفته الأخرى سنجد حريتنا…

يقول رالف والدو إميرسون: “إن فعلت ما تخاف، فثق أن موت الخوف شئ مؤكد!”

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

بدون كلام!

29 السبت جوان 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ أضف تعليق

إجتمعت أنا ومجموعة من أطفال العائلة لنلعب اللعبة المعروفة التي بدأت كتسلية عائلية، لتتحول لاحقاً إلى مسابقات تلفزيونية يشارك فيها الفنانون والمشاهير في إختبار لقدراتهم التمثيلية حين يحرمون من إستخدام نعمة الكلام.. يحاولون أثنائها إيصال العبارة الموكلة إليهم للجمهور بإستخدام لغة الإشارة وحسب. لعبة مسلية وملهمة، تفجر المواهب وتخرج الكوامن لكل من يشارك فيها…

إلا أن ما حصل لي أثناء مشاركة إحدى المتسابقات الصغار تركني فاغراً فمي…

هي طفلة في قرابة العاشرة من عمرها، أبدعت في كل محاولاتها في تمثيل العبارات التي أعطيناها إياها، حتى جاء دوري في إعطائها التحدي التالي الذي لم أدر أنه سيفجر ما في داخلها… فكرت ملياً في عبارة يعرفها كل الأطفال المتجمهرون، ثم ناديتها لأهمس العبارة في أذنها، والتي هي عنوان لإحدى أغنيات فرقة “طيور الجنة” التي أدمن سماعها الأطفال…

طَلبت الفتاة من الجمهور الصمت لتركز أفكارها ولتستعد بتقديم العبارة بأفضل طريقة ممكنة… ثم بدأت لتتعالى معها أصواتهم الصغيرة بالمشاركات الحماسية..

“الكلمة الأولى… لا؟! طيب بلاش… الكلمة الثالثة…. ممم… بطيخة؟! …. طيب كرة؟؟!! عرفت عرفت… بالوووون!”

“صححححححح!” قفزت في فرح لنجاحها في إيصال الكلمة، ثم أشارت إلى سبابتها التي أرتفعت مع أصابعها الثلاث لتعلمهم أنها ستعود لتمثل الكلمة الأولى…

وقفت حائرة لبرهة تنظر حولها… ثم رفعت نفسها على أطراف أصابعها في إستعلاء… وعصرت كتفيها للأعلى لتمثل دور القوة… وقطبت حاجبيها في غضب، وأنطلقت تسير بسرعة وهي تتمتم بصمت بشفتيها موبخة الجمهور… وباطشة بيديها يمنة ويسرة، وكأنما تلحق بهارب لتلقنه درساً لن ينساه بـ “كف” أو “لكمة” أو “تهزيئة” على أقل تقدير…

انفجر الجمهور بالضحك مما اضطرها للإستسلام وإعطائهم الإجابة… “إشبكم ما عرفتوا، والله سهلة مررررة… العبارة هي: بابا جابلي بالون!”

سكتُ أنا لبرهة أتأمل فيها الطريقة التي مثلت فيها كلمة “بابا”… البطش والضرب المبرح والكلمات الجارحة!

ثم أدركت أن “بابا” المخزن في ذاكرتها والذي حاولت إيصال صورته لنا لم يكن هو نفس الـ “بابا” المخزن عند بقية الأطفال، مما تركهم في حيرة من أمرهم، فلم يجدوا جواباً شافياً غير الضحك…

تأملت ذلك الموقف في صمت لأكتشف أنه أبعد ما يكون إلى الضحك!

و تفكرت فيما لو أنني طلبت من بقية الأطفال تمثيل كلمة “بابا” أو “ماما” فما النتيجة؟ ماذا لو طلبنا من بالغين عاقلين من النساء أو الرجال تمثيل كلمات مثل: “الحياة” أو “الحب” أو “الزواج” أو “العمل”؟! يا ترى ماذا ستكون النتائج؟

big3343

يقال أن 70% مما نحاول قوله يتجلى في لغة الجسد، أما الـ 30% الباقية فتخرج على هيئة كلمات في أحيان كثيرة تكون بعيدة كل البعد عما نكن في دواخلنا… لست متأكداً من صحة العبارة السابقة ولا أذكر أين قرأتها، إلا أن الموقف الذي ذكرته سابقاً أكدها لي…

في حوار أخوي مع صديقي المدرب بدر يماني حول أحد الدعاة واسلوبه في طرح المعلومة، طلب مني أن أشاهد المقاطع اليوتيوبية لذلك الداع على الصامت … “إن أردت أن تعرف ما يقصده بصدق، فراقب قسمات وجهه وحركات شفتيه ويديه، ثم أخبرني عن الأحساس الذي سيصلك حينها!”… فعلت ذلك لأكتشف تناقضات بين كلامه وحركاته في بعض الأحيان…

تذكرت بعدها مقولة لسيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه يقول فيها: “ما أضمر امرئ أمراً إلا وأظهره الله على قسمات وجهه وفلتات لسانه”

حقيقة علينا إدراكها… فالقناعات التي نحملها معنا في دواخلنا ما هي إلا مرآتنا التي تعكس نظرتنا عن الحياة… كما يقول أحد العارفين: “أنت لا ترى الحياة كما هي، إنما تراها كما تكون أنت!”

يا ترى لو طلب من أحدنا أن يقف ليمثل ما تعنيه له الحياة “بدون كلام” فما “الكلام” الذي سيخرج منه؟

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

في إنتظار معجزة

20 الخميس جوان 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ أضف تعليق

تجتاح حياتنا أحياناً مواقف نشعر فيها بالإختناق، وكأننا نصّعد في السماء… نبحث فيها عن حلول خارج الصندوق وداخله وحتى على جدرانه، إلا أننا لا نرى شيئاً يلوح في الأفق… نلجأ للمشورة العقلانية، فلا نجد فيها الجواب الكافي ولا الحل الشافي، وكأنك في “موقفك” ذاك قد أغلقت عليك ألف سيارة وسيارة، تركها سائقوها دون أن يلقوا لك بالاً، لتحاول الخروج بشتى الطرق، لكن هيهات! فلن يخلصك من موقفك إلا “معجزة”!

في اليوم والليلة نشهد ونسمع عن عشرات المواقف… أحداث عجيبة غريبة، خرج منها أصحابها بطرق غير متوقعة لا تخطر عل بال بشر، لو قدر لنا أن نقوم بترتيبها بأنفسنا لما أستطعنا حبكها كما حصلت… ولشدة غرابتها أطلقنا عليها كلمة “معجزة”.

فلان نجى من حادث مروع، بعد أن لقي كل من فيه حتفهم… معجزة!

واخرى ولدتها أمها سليمة بعد أن أكد الأطباء أنها لن تكمل حياتها… معجزة!

وثالثٌ سقط من الدور السابع ليقوم دون أن يصيبه أدنى مكروه…معجزة!

لكن يا ترى ما المعجزة؟ هل هي محصورة في وقوعها عند الضرورات والحاجات؟! وهل هي خاصة تجري على يد الصالحين أو النبين والمرسلين، أم أنها عامة لكل بني البشر؟ هل على المعجزات أن تخرق قوانين العقل والمنطق أو الفيزياء حتى تسحق أن نطلق عليها هذا المسمى؟! أم أن نظرتنا القاصرة لها هي ما جعلتنا نراها كذلك؟!

لو تأملنا للحظة قوله تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون” لأدركنا أننا أسأنا التقدير!!

فأنت، ببصرك وسمعك وحسك وذوقك وأنفاسك وجمالك، وكل خلقك، حتى ما قد تراه عيوباً… معجزة!

حياتك، بأشكالها وألوانها وترتيباتها وظروفها وحتى عشوائياتها التي قد تبدو لك… معجزة!

بيتك وأسرتك، قصة ولادتك وزواجك، سيارتك وعملك، تفكيرك وتخيلك… معجزة!

newborn5

الأفلاك والأكوان، الكواكب والنجوم، السموات والأرضين، الهواء والماء واليابسة وكل ما يسكن فيها من ماشٍ وزاحف وطائر وسابح وما لا نعلم عنه بعد… كل تلك معجزات!

عيشنا الدائم في نطاق راحتنا، وتقبلنا لتأثير البرمجة ممن حولنا جعلنا نعتاد رؤية “المعجزات”، حتى باتت أشياء طبيعية لا نقدرها ولا نلقي لها بالاً. فنعيش لحظات حياتنا متأففين، مكدرين، غير ممتنين، لإعتبارنا أنها أمور إعتيادية مفروغ من وجودها!

إن كنت لا تزال تصّبر نفسك بإنتظار وقوع معجزة تخلصك مما أنت فيه، وتفك قيودك التي قيدتها لنفسك، فتوقف لبرهة وتأمل كل ما حولك… وأعلم أن الحياة التي خلقها المولى الكريم وسخرها لك، بكل ما ومن فيها، هي معجزة…

وتذكر أنك أنت… معجزة الله في الكون…

دمتم بحب

أخلاقيات الحمام…

24 الأربعاء أفريل 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in love & unLove- حب ولاحب, Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

إعتدت أنا وإبنتي صبا منذ عدة أشهر أن نزور إحدى مواقف السيارات الفارغة صباحاً قبل الذهاب الى المدرسة بغرض إطعام الحمام. فكما يكتظ ذلك الموقف بالمتسوقين من البشر مساءً، تكاد لا ترى مكاناً تقف فيه صباحاً من متسوقي الحمام الذين غدوا من أعشاشهم خماصاً ليعودوا إليها بطاناً. لكننا، أنا وصبا، لسنا الوحيدين، فقد سخر الله لتلك الحمامات رزقاً من حيث لا يعلمون. فهناك من تخصص بوضع آنيات بلاستيكية على حافة الرصيف، ليأتي ويملأها بالماء في كل فجر. وهناك من يجمع ما فاض من نعم أهل بيته ليلاً فيجمعه ويطعمه للطيور وهو في طريقه إلى عمله. تسخير رباني نابع من توكل تلك الحمامات التام على ربها ليرزقها، سبحانه ما أكرمه.

الحمام يعيش في سلام داخلي تام، وفي حالة تأمل دائمة، لا يفتئ يكرر هديله دون كلل أو ملل، كعباد الهيمالايا الذين يكررون “مانترات” ليصلوا إلى معنى الروح. إن راقبته لفترة لرأيت العجب العجاب، ولبدأت بفهم بعضٍ من لغته وحركاته شيئاً فشيئاً. فالرقصات التي تكررها ذكورها وهي تدور في دوائر لغرض الإستعراض لجذب إنتباه الإناث الحييات، الاتي يتصنعن بالثقل البرئ وكأن لسان حالهن يقول “موافئه يا بابا موافئة!”. أو حركة نفشة الريش التي تقوم بها حين تشعر بتهديد قادم، كقط جائع يتربص بها أو سيارة قادمة عن بعد حتى تأخذ كل من في المجموعة حذرها. سبحانك من خالق ما أعظمك!

IMG_20130219_081900

إلا أن ما جذب إنتباهي من بين كل ما ذكرت، هو وجه الشبه بيننا وبين الحمام! لا، لا أقصد الطيران أو الأكل والشرب أو حتى المغازلة! بل ما أقصده هو قابلية البرمجة! فما لاحظته أن الحمام يتبرمج ويتكيف مع أخلاقيات الشعوب، وما هو إلا إنعكاس لما في داخل كل واحد منا.

لا زلت أذكر حين سافرت أنا وزوجتي لقضاء شهر العسل في إحدى بلاد أوروبا مرورنا بإحدى الساحات التي تمتلئ بالحمام الذين (ولشدة إستغرابي حينها) لا يهربون من البشر! بل إن لديهم الجرأة الكافية ليتقربوا منهم لدرجة أنهم يأكلون من أيديهم ولا يمانعون من أن يُربت عليهم كحيوان منزلي أليف أو حتى أن تحمله وتضعهم على كتفك كقرصان عاد للتو من رحلة بحرية غنم منها ما غنم. لكن إستغرابي زال حين لمحت عائلة عربية معهم طفل صغير في الثالثة أو الرابعة من عمره، يركض صارخاً نحو الحمام ليخيفهم، ليفاجئ أن مخططه لن ينجح هنا، وليعود لأهله وقد غطت وجهه علامات خيبة الأمل، والحمام ينظر إلى بعضه البعض بإستغراب ودون حراك، كأنه يقول: “سلامات يا أبو الشباب، وش تحس فيه؟!” وأخريات تفهمن الوضع وهن يهدلن لبعضهن البعض “عادي لا تاخذوا عليه، شكله جديد هنا!” (طبعاً كل ذلك بالإيطالي، بس هذي مجرد ترجمة.)

حين خلق الله الكائنات، ونحن منهم، خلقهم بحب تام لكل ما هو موجود، إلا أننا إستبدلنا ذلك الحب بالخوف، لنخاف ونخيف كل من حولنا! وأطلقنا عليه مسميات وعبارات نعلل لأنفسنا وأطفالنا أفعالنا الشنيعة:

“لااااا ولدي ما بيخوف الحمام، بس بيلعب معاهم بالحجار والنبله!”

“ترى مو قصده يخوفهم، هو بس بيلعب معاهم طيرة!”

أما كبارنا فلسان حالهم يقول: “يا عمي لا تسويلي فيها حقوق الحيوان، أصلاً الحمام ما ينفع إلا محشي!”

إلا أنني أكاد أجزم أن الأوربيين أيضاً يأكلون الحمام المحشي، بل ويأكلون الخرفان والبقر والدجاج و الأرانب وكائنات أخرى أغرب مما إعتدنا على أكله. إلا أنهم لا يتعاملون معهم بقانون الغاب وهم أحياء.

سبب تقرب الحمام وعدم خوفه منهم، ما هو إلا إنعكاس لما في داخلهم من حب، وسبب هروب الحمام ووجله منا، ما هو إلا إنعكاس لما في داخلنا من خوف.

في المرة التالية التي ترى فيها حمام (أو أي حيوان أليف) على الكورنيش، أو على حافة الطريق أو في موقف سيارات، راقب فعلك وفعل من حولك من الأطفال والكبار. لأن ما سيصدر منهم من تصرف “حمائمي” ما هو إلا إنعكاس لما في ذلك الشخص حتى وإن لم يتفوه به…

وصدق من قال: من حمامهم… ستعرف أخلاقهم!

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

عمى ألوان…

11 الإثنين مارس 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ 4 تعليقات

كان الطيران حلم حياته…

إبن عمي أسامة، الذي كان ينتظر منذ نعومة أظفاره اللحظة التي يتحكم فيها بذلك المخلوق الضخم الذي يخترق عنان السماء بسرعة خياله الذي لا يعرف حدوداً لا لدول ولا حتى لقارات…

تخرج من الثانوية ليتقدم طالباً القرب من خطوط الطيران، عله يبدأ أول خطة من إكمال نصف “حلمه”… موقناً أن حلمه قد أينع وحان قطافه… وبعد الإختبارات والمقابلات وإتمام الفحوصات، أتاه الخبر الذي لم يكن على بالٍ ولا خاطر!

“أنا مش عارف آؤلك إيه يابني… إنت تجاوزت كل الإمتحانات بكفائة عالية، ومستواك ممتاز جداً ما شاء الله… بس في حاجة واحدة بس…” ترك الطبيب تلك العبارة معلقة في الهواء، لتتعلق بها أنفاس أسامة للحظة كانت أشبه بأعوام بطيئة تتمسك بالماضي رافضة المضي للمستقبل لتكشف ما قد يأتي بعد الـ “بس”.

“إنت يابني… عندك عمى ألوان!”

لم يستوعب أسامة تلك العبارة فرد بسرعة محاولاً التبرير: “عمى ألوان!؟ بس أنا نظري ستة على ستة يا دكتور، وأشوف كل الألوان بوضوح!”

حينها ربت الطبيب على كتف أسامة وهو يبتسم ليهدأ من روعه ويبدأ في شرح الحالة له…

“بص يابني، لما كنت طفل صُغيّر، أبوك وأمك علموك الألوان، كانوا بيسئلوك: اللعبة دي لونها إيييه؟؟ ولما ما كنتش بتجاوب كانوا بيئلولك: أحمر أو أخضر أو أصفر… وهكزا وهكزا… فاللي حصل أن عئلك برمج إسم اللون إللي ألهولك، مع الشكل اللي أصادك، فربطت إسم اللون في عئلك مع اللون اللي شايفه… بس دا مش معناته إن إنتا بتشوف الألوان زي ما بشوفها أنا، ولا حتى زي ما بيشوفها أي حد تاني، إنت بتشوفها بطريئة مختلفة تماماً عن أي حد… ولما بيحصل في ضعف في التفريئ بين الألوان، بنئول إن الشخص عنده عمى ألوان!”

images

حين حكى لي أسامة تلك القصة، تعجبت منها وتأملت طويلاً في التحليل الذي سرده ذلك الطبيب عن الألوان وعماها…

وتفكرت في مدى تطابق هذا المثال على كل منحى من نواحي حياتنا… نحن بالفعل، كل واحدٍ منا، مصابون بعمى ألوان… تذكرت عبارة لأحد الكاتبات الأمريكيات تدعى “آنيز نين” تقول فيها “نحن لا نرى الأشياء كما تكون، إنما نراها كما نكون”

هذا يعني أن كل ما نراه حولنا ليس الحقيقة المطلقة، إنما وجهة نظرنا الشخصية عما تعنيه لنا الحقيقة، مغلفة بآلاف البرمجات التي تعرضنا إليها على مر السنين…

اللون الأبيض لكوب القهوة السوداء الذي أحتسيها، ليس هو ذات اللون الذي تراه أنت… فأنت تراه بشكل مختلف تماماً… إلا أننا متفقون على المسميات ليس إلا…

المواقف التي تمر علينا في حياتنا اليومية، ونحكم عليها بالسلب أو الإيجاب، حكمنا عليها ماهو إلا وجهة نظر شخصية ملونة بالألوان التي قد نراها بطريقتنا نحن!

لا توجد حقيقة مطلقة… ولا واقع مطلق… كل ما حولنا.. هو واقعنا بحسب ما نراه “بالألوان” التي تبرمجنا عليها… ومهما حاولنا أن نرى الأشياء بأعين الآخرين فإننا لن نستطيع ذلك… جل ما نستطيعه هو أن نحاول تفهم وجهة نظرهم… وأن لا نلومهم على ما يرونه جميلاً ونراه قبيحاً أو العكس مهما حصل…

لم يكمل أسامة في الطيران، لأنه أتضح له من حينها أنه لم يكن “لونه” المفضل البته، إلا أنه وجد ضالته في اللغة الإنجليزية التي طالما عشقها وتعلمها ليعلمها وليتخرج بإمتياز منها ليصبح مربياً للأجيال ليعلمهم كيف يرون اللغة… والحياة…بألوان أقرب ما تكون إلى الحقيقة..

أسامة موقف

08 السبت ديسمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

لا زلت أذكر تلك الأشواط اللانهائية التي كنت أطوفها أثناء رحلة بحثي اليومية عن موقف لسيارتي…

تلك الرحلة التي إستمرت لخمس سنوات متتالية عشتها في جامعة البترول والمعادن بمدينة الظهران، كانت “تعكنن” علي صباحي كل يوم! وخاصة إن كانت وجهتي هي حضور حصة في أعلى قمة “الجبل”! دعني أوضح هذه النقطة قليلاً… فمن بين كل الأراضي الفضاء المترامية الأطراف في المنطقة الشرقية من المملكة، إلا أن الإختيار (الذي لا أفهمه حتى اليوم) قد وقع على ذلك الجبل اليتيم، ليتم تبنّيه فتبنى عليه مباني الجامعة، فنضطر إلى “التسلق” كل يوم… طلباً للعلم! وبما أن المباني تقع على قمة جبل فهذا يعني أن المواقف كانت شحيحة… إلا تلك لم تكن أساس المشكلة عندي…

فلفترة من الزمن، ترسخ لدي إعتقاد بأن الجبل لم يكن مصدر “النحس” في عدم عثوري على موقف لسيارتي… ودليل ذلك بكل بساطة، توفرها لغيري وبوفرة… فما أن ألمح موقفاً عن بعد حتى تسارع سيارة أخرى بملئه! إحساس خانق أعتقد أنك شعرت به من قبل وخاصة إن كنت على عجلة من أمرك… لكن ذلك لم يكن واقع صديقي: أسامة بشناق…

فمما كان يظهر لي أن “ملائكة الحظ” كانت تحفه دوماً أينما قاد سيارته… فبمجرد دخوله لأي مبنى، تبدأ السيارات الواحدة تلو الأخرى بالتساقط من المواقف أمامه ليتخير منها وبكل أريحية ما يناسب ظرفه في ذلك اليوم… ففي اليوم الذي يكون فيه على عجالة من أمره، فإن أقرب موقف لبوابة الدخول يبدأ بمناداته…

وفي محاولة مني لتفسير تلك الظاهرة العجيبة، جربت الركوب معه علّي أكتشف سره الذي يخبأه… ولست متأكداً إن كنت أفعل ذلك تشكيكاً فيه أو محاولة مني “لصيده” وهو يفشل في إيجاد موقف… لكنه كان ينجح في كل مرة بلا إستثناء!

حاولت “فك النحس” بإستخدام المنطق بأن أسلك بسيارتي نفس الطريق الذي يسلكه لعلي أجد موقفي المنتظر… لكن بلا فائدة… وجربت “الفهلوة” أيضاً بأن أسابقه إلى المبنى قبل بدء الحصة بزمن… ليصل هو بعدي ويقطف الموقف قبلي وينتهي بي الحال بإيقاف سيارتي بعيداً وبتأهبي لأن “أدقها كعابي”!

لست متأكداً إن كان أسامة يعلم بكل الخطط التي كنت أحيكها من وراء ظهره… لكنني أكتب هذه التدوينة اليوم لأكشف له عن ما بداخلي ولأشكره على درس لن أنساه…

ما تعلمته من أسامة أن الحياة بكل أهدافها لا تختلف عن ذلك “الموقف”!

فلا يوجد شئ إسمه “نحس” إلا إن آمنت بوجوده… وإن حاولت تحقيق هدفك بأن تتذاكى “على القدر” بإستخدام المنطق أو الفهلوة الخرقاء، فتأكد أن الفشل سيكون مصيرك المحتم!

لست أقول ذلك مقللاً من شأن العمل والجد… أبداً… فهما الوسيلة لتحقيق كل أهدافنا الحياتية بلا إستثناء… وكما قيل: “من جد وجد، ومن زرع حصد”… ومن غير الواقعي مثلاً أن تجد “موقفك” دون أن تخرج من بيتك، وتشغل سيارتك وتنطلق لوجهتك… لكن ما أقصده أن هناك أشياء أهم وأعلى أولوية من ذاك كله… ألا وهما “اليقين و النية”!

فما أجزم به اليوم أن أسامة، سواء كان يعلم بذلك أم لا، كان لديه اليقين بأنه وبمجرد وصوله إلى محطته سيجد موقفه في إنتظاره… لأنه قد أطلق نيته لتسبقه باحثةً له عن “موقف”، ولتسيّر له الظروف أياً كانت ليتمكن هو وبأبسط مجهود ممكن أن يحقق مراده!

اليقين والنية هما المفتاحان اللذان يستطيع المرء بهما أن يفتح أي باب… أو أن يغلقه!

فالبعض منا لديه إعتقاد جازم ويقين راسخ بأن: الحياة ما هي إلا “دار شقاء وكد ونكد وتعب”… وهو صحيح إن إعتقد أنها كذلك… لكن ذلك يمثل واقعه هو فقط! وسيكتشف أن “مواقف” حياته كلها مليئة “بسيارات” أخرى أو أن “فرص” حصوله عليها ستختطف من قبل آخرين بمجرد إقترابه منها… وحتى إن وجد الموقف المناسب فسيفاجئ بلوحة “ممنوع الوقوف” بجانبه! بإختصار، الدنيا ستغلق أبوابها في وجهه!

2341

أما البعض الآخر فمؤمن بأن: “الحياة حلوة… بس نفهمها” وهو صحيح أيضاً إن أيقن أنها كذلك… “وبنظارة” يقينه تلك سيرى الدنيا زهرية، والحياة جميلة سهلة يسيرة… وسيطلق نيات إيجابية تسيّر حياته دوماً نحو الأفضل… ليرى كل الأماكن صالحة للوقوف…

أسامة، والذي لقبناه لاحقاً “بأسامة موقف” كان يستخدم معادلة بسيطة جعلته يستحق اللقب بكل جدارة… معادلة صالحة لتحقيق أي هدف تطمح إليه… مهما بدى بعيداً أو مستحيلاً… معادلة تأتي في الأهمية قبل “من جد وجد… ومن زرع حصد”:

فقد كان يزرع “نيات” (أهداف) يريد تحقيقها، في أرض سمّدها “بيقين” صافٍ غير صناعي بأن أهدافه ستتحقق لا محاله، ليأتي هو وبأقل مجهود ممكن فيحصد ما زرع ويستمتع بثمرة النجاح!

بإمكان أيٍ منا أن يصبح “أسامة موقف” وفي كل أمور حياته… إن أراد ذلك! كل ما عليه هو أن يعقد النية الصافية، ويوقن بما لا يقبل الشك أن هدفه سيتحقق، ثم يبدأ بالعمل… متوقعاً المعجزات!

تذكر: الحياة حلوة… بس نفهمها!

شكراً أسامة… موقف (:

 تابعني هنا – Follow me here

إغسل صحونك…

27 الثلاثاء نوفمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ 6 تعليقات

وأتت اللحظة التي طالما خشينا قدومها!

“سريانا ماد حليم”، أو “يانا” كما تفضل أن نناديها، قررت أخذ إجازة لمدة ثلاثة أشهر بعد ثلاث سنوات من الخدمة معنا… جائت إلى المملكة بحثاً عن لقمة العيش، لتطعم إبنها الذي تركته وهو إبن سنة، لتعود له وقد فات عليها أن تعيش أجمل سنوات طفلها الأولى… ولتكتشف أن زوجها الذي كانت تبادر بتحويل جل راتبها له شهراً بشهر، قد مل من الإنتظار واستبدلها بأخرى، رامياً فلذة كبده في حضن أختها…

“هادا ريزال كاربان!” كانت إجابتها حينما سألتها عن سبب تركه لها… لكنها سرعان ما تجاوزت الطعنة التي سددها في ظهرها بسكين إبتاعه من حر مالها وعرق جبينها لتركز على تربية إبنها وتنشئته كي لا يكون مثل أبوه… قصة مأساوية قد تتكرر مئات المرات في منازلنا دون أن نعلم بها، وأظن أن ذلك بسبب تعالمنا مع من يعملون لدينا على أنهم “روبوتات” تحت إمرتنا يخدموننا متى شئنا بدلاً من كونهم بشراً لهم أحاسيس ومشاعر… وحياة!

“يانا” التي أتعجب من تفانيها في العمل، وحبها له، ونشاطها العجييب الذي لا أستطيع فهمه حتى اليوم بالرغم من مضي ثلاث سنوات على مكوثها عندنا، هي من النوع الذي “تنبش” عن عمل في وقت فراغها بدلاً من أخذ قسط للراحة فيه (ماشاء الله)… بالرغم من ذلك كله، فإن والدتي حفظها الله، لا أذكر أنها تركتها ولا ليوم واحد تنجز كل شئ وحدها… فسياستها التي نسير عليها حتى اليوم أنها هنا لتساعدنا لا لتخدمنا، فأصبحنا نبادر بتنفيذ بعض الأعمال المنزلية (البسيطة) معها ككنس البيت بين الحين و الآخر، ونقل الأكل من وإلى طاولة الطعام، وإعادة الصحون الملطخة بالدهون وبقايا الأكل… نعم كنا نساعدها … أو على الأقل هذا ما كنت أظنه … حتى رحلت!

بعد رحيلها بدأنا بوضع الخطط والتكتيكات لنبقي الوضع كما هو عليه… “فالطبيخ والنفيخ” مسؤولية والدتي وزوجتي، ليس لسبب بعينة إنما لأنني لا أفقه شيئاً في الطعام غير أكله! أما غسيل الصحون فهو مهمتي أنا وصبا… بسيطة صح؟!… “بس ما تستبسطهاش!”

لم أكن أتوقع أنها تستغرق ربع ساعة على الأقل… (وضع خطين تحت “على الأقل”) ظناً مني أنها “عااادي…كلها صحنين وملعقتين” على صيغة التقليل… لكنني أكتشفت أنها أربعة صحون وسبعة ملاعق بشوكهن وسكاكينهن، وأربعة قدور بدهونها، وخمسة أكواب … وأسطح المطبخ والفرن وطاولة الطعام بعد إتساخهم بالزيت “المطشطش” والأكل الذي يسقط ثلاثة أرباعه مع كل لقمة تلتهمها صبا… أرجوك ما تستبسطهاش!

مهمة غسل الصحون ليست بالسهولة التي توقعت، لكنها حتماً ممتعة إن قررنا أن نعيشها كذلك… فلعبة الصابون والماء التي تنتهي بغسل الصحون مع ملابسنا أنا وصبا، أصبحت أشبه بتسلية يومية نتوق إليها… “لغوصة وطرطشة” والكثير من الماء المهدر في سبيل مهمة محاربة الدهون المستحيلة!

هي مهمة يجب علينا إنجازها كل يوم، وإن تكاسلنا يوماً عنها لواجهنا مشكلتين:

الأولى: تراكم الأطباق المتسخة التي يزيد تمسك “الزفر” عليها مع كل يوم يمضي، مما يصعب تنظيفها أكثر فأكثر…

والثانية: أننا لن نجد أدوات أخرى نستمتع بأكل ما لذ وطاب بها…

هكذا هي أيامنا… إن لم نعشها “صحناً بصحنه” … بحلوها ومرها… وملحها الزائد… أو الناقص… وزيتها الذي قد يقطر أحيانا من لقيماتها ليثقل علينا “هضم” ساعاتنا… إن لم نعشها كذلك، بتركيز على اللحظة التي أمامنا لننظف ما فيها ونتعامل معها في وقتها…  لأثقلت كواهلنا وزادت همومنا، لتحرمنا من تذوق ما لذ وطاب من لحظات حياتنا ومشاركتها مع من نحب…

كل منا يحتاج إلى تنظيف صحونه بنفسه، تاركاً ورائه الماضي، موكلاً لربه المستقبل، ومقبلاً على لحظته بكل أحاسيسه، ليعيشها بكل مافيها من “لغوصة وطرطشة” مع أهله وأحبته… ولا مانع من أن يطلب المساعدة، بين الحين والآخر، من “يانا ــته” أياً كانت… ذكراً أم أنثى… لتعينه وتخفف عنه حمل الأيام…

تابعني هنا – Follow me here

← Older posts
Newer posts →

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فيفري 2017
  • أكتوبر 2016
  • أوت 2016
  • فيفري 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • جويلية 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • جانفي 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • ماي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أوت 2013
  • جويلية 2013
  • جوان 2013
  • أفريل 2013
  • مارس 2013
  • جانفي 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...