Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Category Archives: Letting Go – سلّم تسلم

معادلة التوكل…

18 الجمعة جانفي 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم

≈ 3 تعليقات

“فلها وربك يحلها”

“اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”

ما سبق مقولات نستخدمها في حياتنا اليومية بتهكم دون أني نتأمل معانيها… أهي صواب، أم خطأ؟ وهل هناك إستدلالات عليها من ديننا الحنيف الكامل الذي أكمله الله تعالى لنا حين قال لنا: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً”

يا ترى من كان قائلوها وفي أي مقام قيلت… وهل كانوا يتحدثون من قلوبهم أو من عقولهم؟

تمر علينا مواقف لا ندري كيف نتصرف فيها… نحتار بين إختيار الطريق الذي يأخذنا من وإلى العمل، أو الوجبة التي نشتهيها أو لا نشتهيها… ناسين أن الأقلام قد رفعت والصحف جفت لكل الخيارات التي نريد… وأن ديناميكية القدر الذي سخره المولى القدير لنا قد حددت منذ الخلق الأول…

فنقول: “أنا بدل ما أوكل محامي حوكل الله” فجعلنا الله بديلاً للمحامي… خط دفاع ثانوي لا أساسي!

أو نحسبن ونحن مظلومين… “حسبي الله ونعم الوكيل، الله على الظالم، الله ياخذلي حقي منك”

وحين لا نحصل على ما نريد، نستخدم أول مخرج للهروب… وهو لوم الآخر، فنقول متذمرين: “ياخي موغلطتي والله، إحنا متوكلين بس الله ما يستجيب”!

لكن السؤال المهم هنا هو: متى يقع التوكل ومتى لا يقع… وهل هناك معادلة له ليعمل في حياتنا بكفائة عالية؟

Surrender

بالمثال يتضح المقال: هب أن أحداً ظلمك بأخذ أرض أو قرض أو عرض من أعراض الدنيا منك بغير حق… فرفعت شكواك إلى الله… والمعروف أن “للمظلوم دعوة لا ترد أبداً”

لكن لو كان الظلم واقعاً من النفس بسبب إختيار خاطئ… “وما ظلمناهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” ثم وكل الله بجوارحه لا بقلبه، لغرض “التشفي” منه… فحتماً لن يقع التوكل… لأن الله هو العدل سبحانه

نخطئ إن أسمينا توكل التشفي توكلاً… لأن مجرد رغبتك في التشفي من الآخر، هي في حد ذاتها توكل على غير الله… لتعلقك بما تظن أنه قد سرق أو ضاع منك… وما ننساه: أنه مهما سرق السارق فلن يستطيع أن يستزيد على رزقه إلا بشئ قد كتبه الله له… ومهما سُرق منك … فلن يستطيع أن ينقص ذلك من رزقك إلا بشيئ قد كتبه الله عليك

 أما إن كان الظلم واقعاً من شخص على آخر… ثم رمى المظلوم أحماله على الله… وتوكل عليه بغرض التوكل الحق… لا لمجرد أخذ الحق… خرج من حال التشفي… إلى حال الشفاء…. وهي أرفع درجات التوكل…

توكل الشفاء، هو علم يقين بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك.. وما أخطأك لم يكن ليصيبك…

فيشفى القلب… ويرتاح العقل من التفكير في الإحتمالات التي قد تكون… وقد لا تكون… وتطمئن الروح بتوكلها على الله… فتكون مع الله… مؤمنة بأن مع كل عسر يسران “إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسراً”… لاحظوا أن الكريم سبحانه لم يقل إن مع اليسر عسراً .. ولا إن مع عسر يسراً.. فعرف العسر ليجعله واحداً صغيراً لا يرى ولا حتى من خلال العين المجردة… ونكر اليسر دلالة على الكثرة وكبر الحجم… فأصبح في كل بطن يسر كبير… عسرٌ صغير… كالبذور في حبة تفاح… إن قضمتها خطئاً … ليس عليك إلا أن تتفلها عن شمالك…

إذا ما هي معادلة التوكل؟

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح))

معادلة نعلمها تمام العلم… ونعمل بها تمام العمل… لكن ما يبقى لكي تعمل معنا ليس مجرد العلم والعمل… بل يبقى أن نكون تلك المعادلة… وإن كناها…

ففلها وربك يحلها… واصرف ما في الجيب، وحتماً سيأتيك مافي الغيب!

تابعني هنا – Follow me here

حين سرقني أبو الحسن…

10 الخميس جانفي 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Ego - إيجو, Letting Go - سلّم تسلم, love & unLove- حب ولاحب

≈ 10 تعليقات

في أوائل عشريناتي، سن الحماس والمغامرة، بدأت رحلتي في عالم التسويق وتطوير الذات، لأبحث عن مصادر جديدة في كل ما ومن حولي لتثريني… وفي أحد الأيام تلقيت إتصالاً من أخي وصديقي “بشر” يدعوني لحضور “جلسة ذكر” لشيخ شاب، يدعى “علي أبو الحسن”… لم أكن مهتماً وقتها بتطوير نفسي شرعياً، لكنني ذهبت على أية حال…

وبحكم أنني آتي أصلاً من مجتمع المدينة المنورة، فقد شكل ذلك لدي تصوراً عن شكل الجلسة: شيخ مسن بلحية طويلة يجلس على أرض المسجد أو على كرسي مرتفع كتلك التي يجلس عليها معلموا المسجد النبوي، يحيط به الكثير من طلبة العلم متوسطي العمر أولي الأشمغة اللامعقولة، بثيابهم القصيرة وكتبهم أو دفاترهم التي يدونون فيها ما يمليه عليهم الشيخ…

بعد أن أعطاني صديقي وصف المكان، طلب مني أن نلتقي عند المسجد لنصلي العشاء سوياً ثم نبدأ الدرس. وبعد أن فرغنا من الصلاة، فاجأني أن الدرس لن يكون في المسجد، إنما في بيت مجاورٍ له يسكنه أحد أصدقائه… إستغربت ذلك حينها لكنني لم أمانع…

حين وصلنا إلى الموقع، إستقبلنا “بدر” أمام منزله معجلاً بأن الدرس سيبدأ، وهنا كانت المفاجأة، فقد تحطمت لوحة توقعاتي عن “الدرس” إن صح أن أسميه كذلك!

كان الشيخ الأسمر، يجلس على كنبة في صدر صالون بدر، بثوب ملون، ولا شئ على رأسه إلا طاقية تقليدية، أحاط به من كل مكان شباب كؤلائك الذين تراهم يتسكعون في شارع “التحلية”، ببناطيلهم “الجينزية”، و “تيشيرتاتهم” التي تملأها الصور والعبارات الغربية، وشعورهم المكدشة أو المربوطة وراء رؤوسهم، ورقابهم التي لفتها السلاسل بدلاً من الأشمغة المرمية يمنة ويسرة، وأيديهم التي أحاطتها أساورٌ بدلاً من أن تحيط بقلم أو ورقة…

هالني ما رأيت، وكدت أن أخرج فوراً… لولا أن سرقني أبو الحسن…

aboalhasan

حين بدأ بالحديث بعد الصلاة والسلام على الحبيب، حل سكون غريب لم أعهده من قبل ولا في أي درس من دروس مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام… لم يقتصر على الأصوات وحسب، إنما تجاوزها ليسكن الأرواح… كلام عذب، وتعابير بسيطة بلغة مفهومة، ونكت بين الفينة والأخرى تضحك الروح وإن إكتفى الفم بمجرد التبسم… وحين قارب “الدرس” على الإنتهاء، وأُجهش “الشباب الكول” بالبكاء… ومنعتني قسوة قلبي في ذلك الحين من المشاركة إلا بدمعات معدودات سرقها مني أبو الحسن، قام الجمع يسلمون على بعضهم ويتحاضنون… تحيط بهم سكينة وحب لم أشعر بهما قط في حياتي… إكتفيت بمجرد المراقبة عن بعد… ولكنني لاحظت نظراته تتبعني… عرفني عليه صديقي “بشر”، فصافحته وأخذت رقم جواله…

جلست بعدها عدة أيام أحلل الموقف وأنخله، علي أجد الإجابة منطقية تفسر لي ما حدث… شباب “كول”، متدينون ومتأثرون، قلوبهم وجلة، أفواههم باسمة، ونفوسهم طيبة… لكن مناظرهم تخالف ذلك كله، “لو إطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولمئت منهم رعباً”، وكل ذلك لمخالفتهم المقياس الذي كنت أقيس به الآخرين… وأي شيخ ذاك الذي يجلس بين الناس دون كبر أو أن يعمل له حساب؟ يفرض على الجميع الصمت بأسلوبه وإبتسامته… دون أن يطلب ذلك بإسكاتهم ولا بتكشيرته…

لم أجد الإجابة فقررت أن أتصل على أبي الحسن، فرحب بي وطلب مني زيارته في مكتبه… الذي توقعت مرة أخرى أن يكون تقليدياً مبعثراً بمكتب بني عتيق أو مجلس أرضيٍ يقدم فيه القهوة والتمر… حتى سرقني أبو الحسن!

مكتب “مودرن” يحيط به البياض من كل جوانبه، وتشع فيه الشمس ليشع على كل من يدخله… جلست مع أبي الحسن، أحتسي قدحاً من القهوة والشوكولا، أثناء بحثي عن إجابات تعلل صحة مقياسي وتعيد إلي صوابي… لكنه سرق مني أسألتي… وأهداني بدلاً منها تحليلاً لشخصيتي… لم أشعر بالوقت معه… ولم أفهم ما قاله عني، لكنني إحتفظت بالورقة التي حللني فيها علي أفهمها يوماً ما…

دارت الأيام، وأنشغلت عنه وعن الدروس، حتى أتتني فكرة برنامج تدريبي جماهيري مميز، خفت أن أشاركها مع من أعرف فيسرق “أفكاري النيرة”، ففضلت أن أشارك بها أبا الحسن… تقدمت له بورقتي بحث تفصل الموضوع… أعجبه وقرر أن يساندني فيه…. لكنني لم أسمع منه بعدها، فظننت أنه جاملني ليشجعني…

فوجئت بعد عدة أشهر بإتصال من مركز تدريبي، يطلب مني المشاركة في برنامج جماهيري… حضرت أنا و “بشر”، لأفاجأ بوجود أبي الحسن، جلست بين الحضور، وبدأ المنظم بالحديث حول الموضوع… إختنقت، لم أستطع التنفس… كان يتحدث عن “فكرتي النيرة” مقرراً تنفيذها… صمتُّ رغماً عني… حتى أتاني الدور بالتعليق، لم أتمالك نفسي، فنظرت إلى أبي الحسن، وقلت: “كيف لي أن أشارك برأيي عن فكرة سرقها مني أبو الحسن؟!” وفررت هارباً من المكان مطعوناً في ظهري… لحق بي أبو الحسن ليوضح لي الأمر… لكنه لم يدركني…

لأسابيع تألمت، فكرت وحللت، فلم أجد جواباً شافياً يعلل فعلته بالأمانة التي أئتمنته عليها… حتى وردني منه إتصال يطلب مني لقائه في الحال… ذهبت إليه على مضض، وأخبرني أنني أخطأت الفهم… “سمعت” لكل ما أراد أن يقول، دون “إنصات”… خرجت من عنده مقرراً عدم العودة له ولا لقائه ولا السلام عليه…

مرت السنون، والموضوع يقتلني ولا أفهمه، فلا أنا أذكر تبريره ولا تعليله، ولا أستطعت على مشروعي بتنفيذه… فقررت نسيانه ودفنه في قبر واحد مع أبي الحسن…

تلقيت بعدها دعوة من صديق، لحضور مؤتمر في الغرفة التجارية، فقبلت… حين حضرت فوجئت بأبي الحسن كأحد المتحدثين… شعرت بتشائم كبير، وعبرة تخنقني… نظر إلي من بعيد فأشحت بوجهي تظاهراً بعدم رؤيته… تحدثت عنه بسوء لصديقي الذي حضر معي، محاولاً الفضفضة التي قد تخفف عني وتبقيني ثابتاً على كرسيي أثناء حديثه… كدت أخرج من القاعة، لولا أن سرقني أبو الحسن!

حين صعد على خشبة المسرح، لم يملأ القاعة شئ إلا التصفيق، الذي منعتني “الأنا” عنه، وقف ليتحدث عن الذوق… لكنه قبل أن يفعل، قرر أن يلطمني على الملأ ليفيقني، وقام إلي ليطعن ظلمة “الأنا” التي تسكنني، بخنجر سلامي من نور، يهز به كياني ويزعزع معرفتي بنفسي وبكل ما أعتقدت انني مؤمن به… كلماته صعقتني فحاولت الوقوف والفرار، لكن ضيق المكان وإكتظاظه منعاني… ولك أن تشاهد بنفسك:

فوجئت قبل عدة أيام وأنا أرتب أوراقي المبعثرة، بالورقة التي “حللني” فيها أبو الحسن… فصعقني ما رأيت… كل ما على الورقة، بخط يده وبيدي… هو ما أنا عليه اليوم…

الدكتور علي أبو الحسن، معلمي الروحي الأول، وأستاذي في الذوق، وصديقي… سرق مني خلسة كل ما لم أكن أحتاجه، ليبدله بكل ما من دوره أن يجعنلي أحيا “إنساناً”، بدلاً من أن أعيش كبشر… كتبت هذه التدوينة، آملاً في أن يقرأها… ويقبل عذري… ويقرر أن يعود ليسرق ما تبقى من ركام داخلي

دمت محباً يا حبيبي يا أبا الحسن

تابعني هنا – Follow me here

أنت لست المقياس…

01 الثلاثاء جانفي 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم

≈ 4 تعليقات

تمر علينا مواقف يومية “تضطرنا” إلى تقييم من وما حولنا من أشخاص وأحداث، فنسارع بإطلاق الأحكام عليها مع إعطاء تحليلات نظنها منطقية لنبرر لأنفسنا…

فعلى سبيل المثال، يسألك أحد اﻷصدقاء: “سمعت عن المطعم الفلاني؟” فتسارع بالرد الحاضر المتحمس دون تفكير:

إما بالسلب : “أسوأ مطعم جربته في حياتي!”

أو بالإيجاب: “واو، ما قد ذقت أكل مثل أكلهم!”

لو تفكرنا لحظة فيما سبق، لعلمنا يقيناً أن كلا الإجابتين بعيدة كل البعد عن الصحة… والسبب أن كلتاهما تمثلان رأي الشخص ونظرته عن الحقيقة، لا الحقيقة ذاتها!

إن لم تفهم ما أعني بعد، فأرجوك أن تكمل قليلاً…

هب أن الصديق الذي تسأله قد زار المطعم مع عشرة من رفاقه، وتسرع بقراءة قائمة الطعام ليطلب وجبة لم تناسب “ذوقه الشخصي”، بينما كانت طلبات من معه على أفضل وجه (وذلك أيضاً حسب ذوقهم الشخصي)… ما حصل واقعياً هو التالي: تجربته “هو” لم تكن متلائمة وذوقه، إلا أنه عمم القاعدة على المكان: “أسوأ مطعم” وعلى الزمان: “جربته في حياتي!” وعلى التجربة بأسرها!

إعكس المثال لتأخذ الوجه الإيجابي: نفس الشخص مع نفس المرافقين، إلا أنه في هذه المرة كان “هو” من أعجبه الطعام بعكس رفاقه، وبالتالي كان رأيه العام على الحدث كله: “واو!”

إفرض أننا قمنا بجمع نفس الأشخاص مرة أخرى لنأخذ منهم إستفتاءً جماعياً، وبدأ صديقنا في كلا التجربتين السابقتين بإبداء رأيه مرة بالسلب وأخرى بالإيجاب… تأكد أن الرد عليه في كل المرات سيكون “يا أخي حرام علــــيــــك، إنت ما عندك ذوق!” سواء كان جوابه عن المطعم أنه جيد أو سيئ!

11941677-vector-scales-of-justice-and-gavel

تسائلت كثيراً عن السبب الذي يدعونا للحكم على الآخر بأحكام تختلف عن غيرنا… وعن محاولاتنا المضنية لإقناعهم بآرائنا أنها “الأصح!”، فتوصلت إلى أن المعضلة تكمن في: عدم وجود مقياس!

فما نطلق عليه عبارة “الذوق العام” ما هو إلا وهمٌ إبتدعناه لنستخدمه في التأثير على الآخرين! فمن هم “العموم” الذين جمعنا آرائهم لنُجمع على أن أمراً ما جيدٌ أو سيئ؟! ومالقاعدة التي بنينا على أساسها أراءً إستطعنا من خلالها الوصول بلا تردد إلى تعميم واحد “نجزم” أنه يناسب الجميع…

لا أنكر تأثرنا بآراء الأخرين وحرصنا على سؤالهم في كل ما يتعلق بحياتنا، من المشارب والمطاعم والمدن والدول، والملابس، وحتى أحكام الدين! إلا أن كل ما يقال لنا في أغلب الأحيان لا يمثل الواقع بحيادية، إنما يمثل وجهة نظر شخصية عن ما نظن أنه الواقع، وشتان بين هذا وذاك!

فالواقع الذي “نفتي” فيه هو واقعنا “نحن”، بمقاييسنا “نحن”، حسب رغباتنا وأهوائنا “نحن”… والمشكلة تحصل حين نقرر أن نعمم ذلك “الواقع” على كل من حولنا… ولكي نحرص أن يقبله العامة دون نقاش، أو جدال، أو مخالفة، أطلقنا عليه عبارات رنانة، مثل: “الذوق العام”، أو “المذهب الفلاني”، أو “العادات والتقاليد”، أو “هكذا تعودنا وتربينا”، أو “هذا ما وجدنا عليه آبائنا”، وهلم جره… فتحولت المسألة من كونها أننا كلنا “نحن”، لتصبح “نحن” في كفة الصواب، “وهم” في كفة الخطأ!

أنت يا عزيزي لست المقياس، ولا أنا، ولا يوجد مقياس واحد من صنع البشر يلائم كل البشر أصلاً!

فالقوانين “الوضعية” على سبيل المثال، ما هي إلا “وجهة نظر” عن ما إعتقده شخص أو مجموعة من الأشخاص كانت لهم مقاييس متقاربة، ليتفقوا على عنونة ما يعتقدون أنه: “الحق والباطل!” لينتج عن ذلك ما يلائمهما من: “الثواب والعقاب” (أيضاً حسب مقاييسهم هم!)

مجرد حكمنا على الآخر أو تصنيفه، يعني في العمق أننا نعتقد أننا المقياس لكل ما هو “صواب” أو حتى لكل من هم في الجنة، وأن كل من يخالفوننا الرأي على خطأ، وضلال، وفسق، وفجور، وأن مصيرهم إلى النار! فتعدى تدخلنا المقاييس الدنيوية، ليصل أيضاً إلى الأخروية! سبحان الله!

إلا أن ما تقبله الفطرة السليمة، بل والقلب والعقل والواقع والمنطق، أن عدم إعجابنا بفكر معين لا يعني أنه “خطأ”، كما أن إعجابنا به لا يعني أنه “صواب”! لكنه كذلك فقط بالنسبة لنا.

يقول الحبيب المصطفى: “الكبر بطر الحق وغمط الناس”، وهذا يعني أن إعتقادنا بأننا المقياس هو قمة ذلك الكبر، وهو السبب الرئيس لكل ما يحدث من نزاعات حول العالم  وفي عائلاتنا وفي كل “مشكلة” نقع فيها (وقد تكون مشكلة فقط في أعيننا، ونعمة في أعين الآخرين!)

بل والأدهى من ذلك كله، أن الظن بأننا المقياس هو ما جعل إبليس يعصي ربه ولا يسجد لآدم كما أمره: “وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس، قال ءأسجد لمن خلقت طيناً!” – الإسراء ٦١…

فنظر إبليس إلى نفسه على أنه “هو” المقياس وأن الكون يلتف حوله، وأن الحياة لن تدوم بدونه، وأن الله بحاجة لعبادة إبليس له (تعالى عن ذلك سبحانه)، فرفض السجود لآدم بحجة أنه لا يلائم مقياسه، في قوله “ءأسجد لمن خلقت طيناً” أي ليس مثلي من نار… فأعماه كبره وعنصريته عن معرفة أن الطين الذي قلل من شأنه… يخمد النار! وأن آدم خُلق بيد المولى سبحانه، وأن لله حكمة في خلقه، لكن إبليس لم يرى كل ذلك بسبب بطره للحق وغمطه لأب الناس!

إن أردت أن ترعى قطيعاً من الأغنام فلا أظن أنه من العقل أن تعيّن عليهم غنمة مثلهم لتحكمهم! بل ستحتاج قطعاً “لراعٍ” يفوقهم وعياً وعلماً، ويعلم ويعمل الأصلح لهم… ولله المثل الأعلى… فإن أردت أن تعيش حياة ذات بهجة وراحة وطمأنينة، فحرر نفسك من الحكم على الآخر مهما كان مختلفاً عنك… وإحتكم لمن عنده علم الغيب والساعة…المطلع على ما علمنا وعلى ما لم نعلم، الذي يعلم الأصلح لنا ومن بيده مقاليد كل شئ… وتأمل إن شئت قوله سبحانه: “إن الحكم إلا لله، عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون” – يوسف 234

في داخل كل منا محكمة متنقلة، بقضاها، ومحاميها، وشهودها، وأدلتها التي لا تقبل النقض… لا نتهاون في إستخدامها لقياس الآخرين والحكم عليهم بالحق والجنان أو بالباطل ودخول النيران… ناسين في كل مرة نضرب فيها مطرقة حكمنا قول الحبيب المصطفى عليه من الله أفضل الصلاة والسلام: “قاضٍ في الجنة وقاضيان في النار”

فيا ترى.. ما مصير قضاتنا؟!

justice hammer

تابعني هنا – Follow me here

نور… عليه السلام

28 الأحد أكتوبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم, Meditations - تأملات

≈ 2 تعليقان

منذ فترة ليست بالقريبة، أعدت إرسال تغريدة من أحد من أتابعهم يداوم على كتابة مقولات لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه… لا أذكر ماهي العبارة تحديداً، غير أنها بدأت بـــ “يقول الإمام علي عليه السلام:….”

فوجئت بأحد متابعي ينهال علي بعبارات من النصح… لم أفهم السبب بادئ الأمر، لكنني حين أكملت قراءة النصائح اكتشفت أن ما أستوقفه كان عبارة “عليه السلام”.. والحجة حسب قوله، أن تلك العبارة لا تستخدم إلا مع الأنبياء كـ “موسى عليه السلام… وإبراهيم عليه السلام…”

لم أكن من الطلبة الناصحين في مادة النحو والصرف، لكنني لا أذكر أننا تطرقنا لأن حرف الجر “على” يضيف قدسية أو يزيلها حسب مكان وضعه في الجملة! فعلى سبيل المثال: قولنا: “عليه السلام” يختلف عن “السلام عليهم”، ففي الأولى على ما يبدو لي أن “السلام” خاص بالأنبياء… أما في الثانية فهو لعامة الناس!

ما يحزنني أننا بتنا نركز على الرموز من الأعمال والأقوال ونترك الجواهر، ناسين أن السلام هو تذكير يومي لنا بالله السلام… وأنه سبحانه يسلم ويصلي علينا كلما صلينا وسلمنا على حبيبه المصطفى: “من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرة” وأن موقع  حرف الجر لا يشكل أي فرق غير أن تغييره، عند البعض خارج عن المعتاد وكاسر للبرمجة التي إعتدنا عليها طوال عمرنا…

أصبح السلام، كلمة نرددها دون أن ندرك مدى عمقها… حتى باتت فاقدة لمعناها وروحها… مستهلكة من تكرار نطقنا لها في اليوم والليلة… فشرعنا نعطيها طابعاً عصريا ظناً منا أنه نوع من التجديد …. “سلملم… سلامؤمؤ… سلامولي…”

تأملت فيها وأنا أنطقها البارحة، وكأنني أنطقها لأول مرة في حياتي…

تبدأ بولادة يسيرة غير عسيرة … بالحد الأدنى من حركات فمنا… بهمسة من حرف السين…. “ســـــــــــ” …. تخرج معها نفحة هواء رقيقة يرافقها صفير بالكاد يسمع، لكنه يلفتك إليه رغماً عنك… أشبه بالصوت الذي يصدر من نافذة غير محكمة الإغلاق جراء دخول الهواء من أحد أطرافها… لتنبه كل من يسمعه بمكانها حتى وإن لم يعلو صوتها… فيلتفت تجاهها سريعاً … ليصافحها بيد تغلقها لتودعها أو تفتحها لتستزيد من نسيمها العليل….

“ســلــــــــ….” ثم لام تلين لها القلوب، تخرجها لمسة خفيفة من طرف اللسان لأعلى الحلق، لتحلق بقائلها ومستقبلها إلى الألف الممدودة التي تتبعها…

“سلاااااااا…” المدة ذات الموجة الشافية، والذبذبات الباعثة للراحة والطمانينة، كالتي نكررها دوماً في إسم خالقنا حين نمده… اللــــــــــــــــــــه… نزفر معها أنفاسنا لنخرج كل ما يؤرقنا ويزعجنا ولنختم بهمهمة حرف الميم…. “ســـــلامـــــــ…” التي يرددها المتأملون لتطمئنهم وتوحد طاقاتهم مع طاقة الكون الأزلية التي خلقها لنا الله….. سبحانه ما أعظمه….

سلام… هو عنوان لحملات لردع  الظلم، تقوم في أرجاء الأرض… وفي أرجائنا…

سلام… هو ما نقضي حياتنا بحثاً عنه داخل أنفسنا وخارجها…

سلام… هي تحيتنا التي نلقيها ونرد بها على الأقارب والأغراب… “السلام عليكم…. وعليكم السلام”، وحتى إن لم يشاركونا ديننا “سلام على من إتبع الهدى”.. وحتى على أمواتنا “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”

سلام… نجمعها لنطمئن بها على مرضانا “سلامات”… ونؤنثها لنودع بها أحبابنا: “بالسلامة”

سلام… هي ما نعبر به عن إعجابنا: “يا سلاااااااااام”،  واستغرابنا: “يا سلام!”

سلام … هو اسم خالقنا وبارئنا “السلام”

سلام… هي آخر أربعة أحرف من ديننا…

سلام… أول ما يقال لنا عند دخولنا دار السلام (الجنة) “…. سلام عليكم، طبتم فادخلوها خالدين”

سلام … ليست مجرد كلمة عارضة نرددها أو نختلف في طريقة إستخدامها… بل هي أسلوب حياة متكامل… يبدأ من جذورنا، ويكبر معنا حتى يثمر في كلماتنا الرقيقة … ومعاملتنا الحسنة… وإبتسامتنا العذبة… وحبنا الصادق…  لله السلام ولكل ما خلق…

هي شريعة أزلية… وميثاق مقدس… تتبعه كل الأعراق والأديان… إلا أن الباري خصنا به في ديننا الذي أكمله لنا… لنعيش مسلمين.. مسالمين… ولننشرالسلام والمحبة في الأرض… لتكون رسالتنا في حياتنا… وما ينتظرنا عند لقاء خالقنا…

هي السلام

فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم … وعليكم أجمعين

تابعني هنا – Follow me here

أبلشتونا بفيليكس حقكم!!

16 الثلاثاء أكتوبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Letting Go - سلّم تسلم

≈ 2 تعليقان

“ياخي والله طفشتونا بفيليكس حقكم هذا، حتى مسلسلي المفضل على قناتي المفضلة أجلتوه عشان خمسة دقايق!!!”

“يعني إيش سوا الراجل دا، ما جاب شئ جديد!! طلع من مكان ورجع لنفس المكان!!”

“ويقولون أن فيليكس أول واحد يوصل هالإرتفاع ونسوا أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وصل للسماء السابعة بدون أجهزة وأكسجين!”

بكل أمانة وصدق، لم أكن مهتماً بالحدث كثيراً إلا عند حصوله، فتابعته عملاً بمبدأ “مع الخيل يا شقراء” الذي لا أعرف معناه حتى اليوم… وأيضا كي لا يقول الناس في اليوم التالي “أفاااا من جدك ما شفت قفزة فيليكس؟!!!” فاضطررت رغم انفي أن أهدر وقتي الثمين في مشاهدة “النطة” التي يتحدث عنها هذا “العالم الفارغ” الذي لا يمل من إشغالنا  “بالسخافات”… ملايين الدولارات تدفع لكي يصعد رجل من الأرض إلى السماء ثم يعود إلى نفس النقطة… شئ عجيب…!!

لم تكن القناة التي تبث الحدث مبرمجة على رسيفري “الصيني” فبالتالي لم أتمكن من مشاهدته على تلفازي “التايواني” ذو الخمسين بوصة، ففضلت أن أتابعه حياً على هواء موقع اليوتيوب “الأمريكي”. المشكلة الأخرى أنني تركت لابتوبي “الماليزي” في المكتب فاضررت مرغماً أن أستخدم جوالي الكوري، الذي ربطته بشبكة الإنترنت “الغربية” التي يبثها جهاز مودم “صيني” مربوط بشبكة لاسلكية توفرها شركة إتصالات مبنية بالكامل من بنية تحتية “لا عربية”!

كم هو غريبٌ تفكير هذه الأمة التائهة… نغط في سبات الماضي العميق… ونحبط كل من يحاول الإستيقاظ أو مقاومة تيار النوم… بالرغم ـن جل ما يحيط بنا هو من إختراع وصناعة الغرب والشرق وما نحن إلا مستهلكون! لكننا مبدعون في إختلاق الأعذار والتبريرات لأنفسنا… كل ذلك كي نثبت للعالم أننا أفضل منه، حتى حينما نقارن انفسنا بالآخرين فإننا نفعل ذلك لنقلل من قدرهم وقدر إنجازاتهم!

أنا متأكد أن هناك مليارات الأصوات التي بررت لفيلكس تبريرات منطقية بأن ما ينوي فعله هو ضرب من الجنون، ومضيعة للوقت، “وشوفة حال”، وحب للظهور والكبر، و “شفلك وظيفة تستر نفسك فيها أحسنلك من الهبل دا”… إلخ. لكنه لم ينصع لأي منها! تعامل مع كل تلك الأصوات على أنها مجرد ضوضاء لا معنى لها… لم تؤثر في عزيمته سلبا، بل صنعت منه إنساناً أقوى وأثبتت له بما لا يقبل الشك أنه على الطريق الصحيح…

حين فتح بوابة الكبسولة وأخرج قدميه شعرت بالنفس ينحبس في صدري حتى…. قفز!

القفزة التي غيرت وجه العالم… القفزة التي نتفاداها كل يوم، بتخاذلنا وأعذارنا الواهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع…

كم نحتاج إلى قفزة مثل قفزة فيليكس في حياتنا…

قفزة تخرجنا من الظلمات التي صنعناها بأيدينا…

قفزة ضد جاذبية ظلمنا لأنفسنا…

قفزة نستعيد بها مجدنا وحياتنا التي ضيعناها بين مسلسل تركي وآخر خليجي، و”ثامنة” يلوم فيها كل منا الآخر دون أن نخطو خطوة  إيجابية للأمام… بل ولا حتى سلبية نتعلم منها!

تخصصنا في التفاخر بأمجاد الماضي السحيق… والمستقبل الذي نامل ان يأتي يوماً ما…

ونسينا أن جوهر ديننا ورسالة حياتنا إعمار اﻷرض، وحتى الفضاء، وأن تتوق أنفسنا دوماً لما هو أفضل…

إن لم نقفز فسنظل نقلل من قيمة الأحداث والأشخاص بحجة أنهم ” ما جابوا جديد!”

من هو فيليكس؟!

فيليكس هو كل إنسان تتوق نفسه إلى كسر حاجز الهوان والخذلان بداخله!

هو ذلك الطفل الذي قاوم كل محاولات التحطيم من أعداء النجاح “المنطقيين”، فيخذلهم ويصبح عالماً أو مبدعاً أو موسيقاراً أو رساماً رغم كل من إستهتروا به…

فيليكس هو تلك الفتاة التي آمنت بقدراتها وكسرت الحواجز لتحصد جائزة في الإختراعات العلمية يكرمها عليها رؤساء العالم…

فيليكس هو كل من مشى عكس التيار ليثبت للعالم أنه لا حدود لقدراته التي وهبه إياها الله سبحانه… وأنه إن آمن بنفسه وحلمه فسيتحدى حتى الجاذبية!

فهل من فيليكس عربي بيننا؟!

تابعني هنا – Follow me here

Newer posts →

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فيفري 2017
  • أكتوبر 2016
  • أوت 2016
  • فيفري 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • جويلية 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • جانفي 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • ماي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أوت 2013
  • جويلية 2013
  • جوان 2013
  • أفريل 2013
  • مارس 2013
  • جانفي 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...