Noor Azzony | نور عزوني

~ Alchemist | Spiritual Guide | Teacher | Writer

Noor Azzony | نور عزوني

Category Archives: Here&Now – هنا والآن

في إنتظار معجزة

20 الخميس جوان 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ أضف تعليق

تجتاح حياتنا أحياناً مواقف نشعر فيها بالإختناق، وكأننا نصّعد في السماء… نبحث فيها عن حلول خارج الصندوق وداخله وحتى على جدرانه، إلا أننا لا نرى شيئاً يلوح في الأفق… نلجأ للمشورة العقلانية، فلا نجد فيها الجواب الكافي ولا الحل الشافي، وكأنك في “موقفك” ذاك قد أغلقت عليك ألف سيارة وسيارة، تركها سائقوها دون أن يلقوا لك بالاً، لتحاول الخروج بشتى الطرق، لكن هيهات! فلن يخلصك من موقفك إلا “معجزة”!

في اليوم والليلة نشهد ونسمع عن عشرات المواقف… أحداث عجيبة غريبة، خرج منها أصحابها بطرق غير متوقعة لا تخطر عل بال بشر، لو قدر لنا أن نقوم بترتيبها بأنفسنا لما أستطعنا حبكها كما حصلت… ولشدة غرابتها أطلقنا عليها كلمة “معجزة”.

فلان نجى من حادث مروع، بعد أن لقي كل من فيه حتفهم… معجزة!

واخرى ولدتها أمها سليمة بعد أن أكد الأطباء أنها لن تكمل حياتها… معجزة!

وثالثٌ سقط من الدور السابع ليقوم دون أن يصيبه أدنى مكروه…معجزة!

لكن يا ترى ما المعجزة؟ هل هي محصورة في وقوعها عند الضرورات والحاجات؟! وهل هي خاصة تجري على يد الصالحين أو النبين والمرسلين، أم أنها عامة لكل بني البشر؟ هل على المعجزات أن تخرق قوانين العقل والمنطق أو الفيزياء حتى تسحق أن نطلق عليها هذا المسمى؟! أم أن نظرتنا القاصرة لها هي ما جعلتنا نراها كذلك؟!

لو تأملنا للحظة قوله تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون” لأدركنا أننا أسأنا التقدير!!

فأنت، ببصرك وسمعك وحسك وذوقك وأنفاسك وجمالك، وكل خلقك، حتى ما قد تراه عيوباً… معجزة!

حياتك، بأشكالها وألوانها وترتيباتها وظروفها وحتى عشوائياتها التي قد تبدو لك… معجزة!

بيتك وأسرتك، قصة ولادتك وزواجك، سيارتك وعملك، تفكيرك وتخيلك… معجزة!

newborn5

الأفلاك والأكوان، الكواكب والنجوم، السموات والأرضين، الهواء والماء واليابسة وكل ما يسكن فيها من ماشٍ وزاحف وطائر وسابح وما لا نعلم عنه بعد… كل تلك معجزات!

عيشنا الدائم في نطاق راحتنا، وتقبلنا لتأثير البرمجة ممن حولنا جعلنا نعتاد رؤية “المعجزات”، حتى باتت أشياء طبيعية لا نقدرها ولا نلقي لها بالاً. فنعيش لحظات حياتنا متأففين، مكدرين، غير ممتنين، لإعتبارنا أنها أمور إعتيادية مفروغ من وجودها!

إن كنت لا تزال تصّبر نفسك بإنتظار وقوع معجزة تخلصك مما أنت فيه، وتفك قيودك التي قيدتها لنفسك، فتوقف لبرهة وتأمل كل ما حولك… وأعلم أن الحياة التي خلقها المولى الكريم وسخرها لك، بكل ما ومن فيها، هي معجزة…

وتذكر أنك أنت… معجزة الله في الكون…

دمتم بحب

مت قبل أن تموت

30 الثلاثاء أفريل 2013

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Letting Go - سلّم تسلم

≈ 8 تعليقات

“يا ترى عزاء من هذا؟!”

تفكرت في داخلي و أنا أمر أمام تيازير عزاء قد نصبت وسجادات حمراء قد فرشت وكأنها سجادة في إحدى حفلات توزيع الجوائز على المشاهير. وفي الليلة ذاتها جائني إتصال من صديق لي في وقت متأخر غير معتاد، ليبلغني بوفاة زميلة لنا، وليصف لي مكان العزاء فيكون نفس المكان الذي مررت به آنفاً.

جهزت نفسي في الليلة التالية لأداء مراسم العزاء على الفقيدة، لأواسيهم بقدر المستطاع بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، فأمامهم الكثير من الذكريات والمواقف التي خلدتها الذاكرة في عقولهم عليهم أن يتحرروا منها حتى يهدأ ألم الفقد ولو بقدر قليل.

ولعدة أيام متتالية، تهاوت علي أخبار الوفاة، فتارة والدة صديقي التي عانت قبل أن يتغمدها الرحمن بلطفه ورحمته، وتارة زميلتنا الطموحة التي طارت من جدة إلى الرياض لإستقبال وظيفتها الجديدة لتفاجأ أن الموت كان ينتظرها قبل العمل، وتارة أخرى شاب عشريني حالم عضو في فرقة إبداعية يلقى حتفه إثر حادث مريع. تسائلت حينها عن عدد من يتوفاههم الله في اليوم والليلة، ووصلت إلى أن الموت لا يتوقف أبداً! فهو مستمر لا يفتئ يقطف ثمرة عمر من يستهدف دون كلل أو ملل، غير آبه لا بسنه ولا بصحته أو عضلاته المفتولة ولا حتى بشيبته اللامعه، فمقياسه مختلف تماماً عما نعتقد. هو موجود دوماً معنا، مترقب لنا في مكان وزمان و “بسيناريو محبوك” لا يعلمه إلا العليم سبحانه، لكن الدنيا تنسينا وجوده بمشاغلها، ولم أعد متأكداً إن كان ذلك النسيان نعمة أو نقمة.

1

“قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون” – الجمعة (8)

الموت الذي نهرب منه ” كحمر مستنفرة، فرت من قسورة”، ونخافه دون أن نعلم سبب ذلك الخوف، هو هاجس يزور البعض بإستمرار ليؤرق منامهم، وآخرون لا يأبهون به بتاتاً لإنشغالهم بالدنيا وأحوالها. أما البعض الآخر فتراهم متأهبين ينتظرونه في كل لحظة، كمن يترقب ضيفاً قد يأتي “على غفلة” ليطرق الباب وكأن لسان حاله يقول “يا بخت من زار وخفف”، ليرحل ومعه الأمانة التي جاء من أجلها دون أن يبيت أو حتى يأكل عند مضيفه.

قضيت تلك الليلة، وصباح اليوم التالي أتفكر في سبب خوفنا من الموت، أيكمن بسبب يا ترى في البرمجة التي حشيت بها أذهاننا عن السكرات والعقاب والعذاب والمعاناة التي تسبقه؟ أم أنه بسبب الصور التي يبثها لنا الإعلام عن ذلك الشبح الذي يرتدي رداءً أسود تشع من ظلمته عينين لامعتين تبث الشرر، يكشر عن أنيابه وهو يحمل فأسه المدبب الذي يحصد به أرواح من يلقى في طريقه؟ أم أنه….

“واو يا بابا شوف هذي الخيمة الجميلة، شكلهم مسووين حفلة حلوووووووة!” إخترقت عبارة إبنتي صبا حاجز الصمت أثناء مرورنا ببيت العزاء، لتقطع حواري مع نفسي وتصدمني برؤية جديدة عن الموت!

أهو فعلاً حفلة وداع؟!

هل ترانا أسأنا الظن بالموت؟

هل خوفنا منه سببه ما جبلنا عليه من خوف من المجهول؟

أيقنت بعدها أن الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، لم يقصد أن يكدر علينا عيشنا أو أن ينكد علينا يومنا حين قال: “أكثروا من ذكر هادم اللذات” حاشاه!

الإكثار من ذكر الموت يخرجنا من غرقنا في لذات الدنيا وسعادتها، ليعيدنا لعيش اللحظة “هنا والآن” بكل فيها من نعم وبركة، فننتقل بذلك إلى مرحلة أعلى: بهجة روحية، نقدر فيها كل ما حولنا من نعم الله وأفضاله، ونترقب لقائه، تاركين التعلق بالمستقبل والخوف منه، والتشبث بالماضي والحزن عليه، مقررين بذلك بدء حياة جديدة بكل ما تحويه الكلمة من معنى.

يقول مولانا جلال الدين الرومي: “مت قبل أن تموت”، كم نحن بحاجة إلى أن نعي تلك العبارة! فبعد قرارنا الواعي بقتل الماضي والمستقبل في حياتنا، يحين موعد ولادتنا من جديد لنحتضن اللحظة بكل تفاصيلها. حينها فقط، يكون الموت حفلة وداع جميلة، يجتمع فيها الأقارب والأحباب والأصحاب، ليدعوا لنا و يودعونا وداعاً مؤقتاً، حتى نلتقي بهم مرة أخرى عند مليك مقتدر. “غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه”

حين يشاء الله أن نفقد شخصاً عزيزاً على قلوبنا وتحين نهايته، علينا أن نتذكر حينها أن النهايات ما هي إلا بدايات جديدة لنا ولهم. فالموت ليس “المثوى الأخير” كما نظن ونردد، بل هو مجرد إعلان بإنتهاء مرحلة والدخول في أخرى جديدة!

قرر أن تموت قبل أن تموت، وإستقبل الحياة بقلب لا يعرف الحزن أو الخوف. عش بالإيمان والتوكل على الرحمن، ولا تنسى الدعاء لمن سبقونا بالرحمة والمغفرة… موقنين أنهم حتماً في مكان أفضل.

دمتم بحب

تابعني هنا – Follow me here

تائه في الزمن…

25 الثلاثاء ديسمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن

≈ 4 تعليقات

Lost in Time…
كان عنوان فلم شاهدته أثناء طفولتي، يحكي قصة خيال علمي عن عائلة تسافر خارج كوكب الأرض في مكوك فضائي.. و إذا بهم يواجهون ثقباً أسوداً … فيتيهون في الزمن… لينتقلوا إلى المستقبل ثم إلى الماضي في أحداث “درامية أكشنية” متتابعة …

لست هنا لأقص عليكم الفيلم، لكن ما خطر على بالي أننا نقضي معظم أيامنا:  تائهين في الزمن…

فنحن إما قلقون بالتفكير عن المستقبل القادم … نضع له الخطط و نتوقع له الإحتمالات التي تقلق منامنا وتشغل تفكيرنا…  وننسى أنها قد تحدث …وقد لا تحدث!

أو نتذكر الماضي و نخوض في بحاره في محاولة لعيش إنجازانتا ونجاحاتنا السابقة علها تعطينا بعضاً من الأمل… أو  لنتحسر على ما حدث لنا من مواقف سلبية … لندخل في دوامة التبرير … ونقول: “أنا مسكين/غلبان/مظلوم…  بسبب أن كذا وكذا حصل لي في الماضي…”

wpid-lost_in_time.jpg

ونقضي الأيام المحدودة من حياتنا  “بدراما و أكشن” بين كوكبي الماضي والمستقبل… وننسى الهدية التي أعطانا إياها الكريم سبحانه… هدية اللحظة…

هنا و الآن…

ننسى أنها الحقيقة الوحيدة التي بين يدينا…

يقول وين داير: “لا تحاول أن تقود النهر!”

فهو يسير في إتجاه لا يقبل الخطأ ولا يؤمن بالصدفة… لا يخطط للمستقبل … و لا يقلق من الماضي … لا يدخل في حسابات “منطقية” عن ما قد يحدث له… “يا ترى في أي بحر أو محيط سينتهي بي الحال؟ وماذا سأفعل إن تبخر جزء مني؟ يا ترى كم سيبقى مني بعد يوم أو إثنين؟”

في سرنديب دائم … هو فقط، هنا والآن… يتدفق بتوكل تام… وتسليم بأن كل ما يحدث له وحوله محسوب بميزان إلهي …مخطط له بقدر …

“إنا كل شئ خلقناه بقدر”…

لم يتذاكى محاولاً التوقع  أو التخطيط للإحتمال الأفضل… آمن أن الله.. خالقه.. وأنه هو سبحانه من يعلم الأصلح له…

يا ترى أين نحن من ذاك النهر؟

أين نحن من التوكل على الخالق، والتسليم له… بل الإستسلام التام له… هل تفكرنا يوماً ما في كلمة “الإسلام”… والمعنى الذي حشي في أذهاننا مراراً و تكراراً؟

كررناه لنحفظه… ثم كتبناه لننساه… دون أن نتفكر في معناه…

الإسلام… هو الإستسلام لله….

Surrender…

إستسلام تام… بدون مقاومة أو تفكير…

الإستسلام .. هو ما تسميه إيستر هيكس:

Allowing

السماح..

السماح للقوة الإلهية … أن تسري في كياننا وما حولنا دون أدنى تدخل منا…

واثقين بالله سبحانه في تولي أمورنا …

السماح هو أن “نكون” وفقط نكون!

ويبقى السؤال الأزلي الذي سأله وليام شيكسبير

“أن نكون أو لا نكون، ذاك هو السؤال!”

تابعني هنا – Follow me here

إغسل صحونك…

27 الثلاثاء نوفمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن, Meditations - تأملات

≈ 6 تعليقات

وأتت اللحظة التي طالما خشينا قدومها!

“سريانا ماد حليم”، أو “يانا” كما تفضل أن نناديها، قررت أخذ إجازة لمدة ثلاثة أشهر بعد ثلاث سنوات من الخدمة معنا… جائت إلى المملكة بحثاً عن لقمة العيش، لتطعم إبنها الذي تركته وهو إبن سنة، لتعود له وقد فات عليها أن تعيش أجمل سنوات طفلها الأولى… ولتكتشف أن زوجها الذي كانت تبادر بتحويل جل راتبها له شهراً بشهر، قد مل من الإنتظار واستبدلها بأخرى، رامياً فلذة كبده في حضن أختها…

“هادا ريزال كاربان!” كانت إجابتها حينما سألتها عن سبب تركه لها… لكنها سرعان ما تجاوزت الطعنة التي سددها في ظهرها بسكين إبتاعه من حر مالها وعرق جبينها لتركز على تربية إبنها وتنشئته كي لا يكون مثل أبوه… قصة مأساوية قد تتكرر مئات المرات في منازلنا دون أن نعلم بها، وأظن أن ذلك بسبب تعالمنا مع من يعملون لدينا على أنهم “روبوتات” تحت إمرتنا يخدموننا متى شئنا بدلاً من كونهم بشراً لهم أحاسيس ومشاعر… وحياة!

“يانا” التي أتعجب من تفانيها في العمل، وحبها له، ونشاطها العجييب الذي لا أستطيع فهمه حتى اليوم بالرغم من مضي ثلاث سنوات على مكوثها عندنا، هي من النوع الذي “تنبش” عن عمل في وقت فراغها بدلاً من أخذ قسط للراحة فيه (ماشاء الله)… بالرغم من ذلك كله، فإن والدتي حفظها الله، لا أذكر أنها تركتها ولا ليوم واحد تنجز كل شئ وحدها… فسياستها التي نسير عليها حتى اليوم أنها هنا لتساعدنا لا لتخدمنا، فأصبحنا نبادر بتنفيذ بعض الأعمال المنزلية (البسيطة) معها ككنس البيت بين الحين و الآخر، ونقل الأكل من وإلى طاولة الطعام، وإعادة الصحون الملطخة بالدهون وبقايا الأكل… نعم كنا نساعدها … أو على الأقل هذا ما كنت أظنه … حتى رحلت!

بعد رحيلها بدأنا بوضع الخطط والتكتيكات لنبقي الوضع كما هو عليه… “فالطبيخ والنفيخ” مسؤولية والدتي وزوجتي، ليس لسبب بعينة إنما لأنني لا أفقه شيئاً في الطعام غير أكله! أما غسيل الصحون فهو مهمتي أنا وصبا… بسيطة صح؟!… “بس ما تستبسطهاش!”

لم أكن أتوقع أنها تستغرق ربع ساعة على الأقل… (وضع خطين تحت “على الأقل”) ظناً مني أنها “عااادي…كلها صحنين وملعقتين” على صيغة التقليل… لكنني أكتشفت أنها أربعة صحون وسبعة ملاعق بشوكهن وسكاكينهن، وأربعة قدور بدهونها، وخمسة أكواب … وأسطح المطبخ والفرن وطاولة الطعام بعد إتساخهم بالزيت “المطشطش” والأكل الذي يسقط ثلاثة أرباعه مع كل لقمة تلتهمها صبا… أرجوك ما تستبسطهاش!

مهمة غسل الصحون ليست بالسهولة التي توقعت، لكنها حتماً ممتعة إن قررنا أن نعيشها كذلك… فلعبة الصابون والماء التي تنتهي بغسل الصحون مع ملابسنا أنا وصبا، أصبحت أشبه بتسلية يومية نتوق إليها… “لغوصة وطرطشة” والكثير من الماء المهدر في سبيل مهمة محاربة الدهون المستحيلة!

هي مهمة يجب علينا إنجازها كل يوم، وإن تكاسلنا يوماً عنها لواجهنا مشكلتين:

الأولى: تراكم الأطباق المتسخة التي يزيد تمسك “الزفر” عليها مع كل يوم يمضي، مما يصعب تنظيفها أكثر فأكثر…

والثانية: أننا لن نجد أدوات أخرى نستمتع بأكل ما لذ وطاب بها…

هكذا هي أيامنا… إن لم نعشها “صحناً بصحنه” … بحلوها ومرها… وملحها الزائد… أو الناقص… وزيتها الذي قد يقطر أحيانا من لقيماتها ليثقل علينا “هضم” ساعاتنا… إن لم نعشها كذلك، بتركيز على اللحظة التي أمامنا لننظف ما فيها ونتعامل معها في وقتها…  لأثقلت كواهلنا وزادت همومنا، لتحرمنا من تذوق ما لذ وطاب من لحظات حياتنا ومشاركتها مع من نحب…

كل منا يحتاج إلى تنظيف صحونه بنفسه، تاركاً ورائه الماضي، موكلاً لربه المستقبل، ومقبلاً على لحظته بكل أحاسيسه، ليعيشها بكل مافيها من “لغوصة وطرطشة” مع أهله وأحبته… ولا مانع من أن يطلب المساعدة، بين الحين والآخر، من “يانا ــته” أياً كانت… ذكراً أم أنثى… لتعينه وتخفف عنه حمل الأيام…

تابعني هنا – Follow me here

من يعيش حياتنا…

07 الأحد أكتوبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن

≈ 5 تعليقات

إستمع للتدوينة صوتياً “هنا“

بعد أن إنتهيت من رياضة الهرولة في ممشى كورنيش جدة، توجهت إلى البيت وأنا أتصبب عرقاً، وفور وصولي قلت في نفسي: “طالما أنها خاربة… خلينا نعميها! فقررت أن أغسل سيارتي”. وقبل أن أتكاسل وجدت نفسي أكمل رياضتي على السيارة، تناولت سطلاً وفرشاة وبعضاً من الصابون وبدأت أفرك سيارتي التي أثقل كاهلها غبار الزمان… إلتفت يميناً فإذا بسائق الجيران “الكيرلاوي” بوجهه الباسم يتجه نحوي ماداً يده ليصافحني… تركت الفرشاة وبادلته الإبتسامة وصافحتة متأسفاً لبلل يدي…

قال لي بلغته العربية الركيكة التي وضحت لي أنه حديث عهد بالسعودية: “سير أنا كلين”، رفضت معللاً أنني أود تنظيفها بنفسي…

كرر قائلاً “آي كلين، كار تو متش ديرتي”… حاولت إقناعه أنني مستمع بما أفعله… لكنه فاجأني بقوله… “إنتا مدير.. أنا ليبور” أي عامل باللغة الإنجليزية… تبسمت وضممت سبابتي إلي بعضهما البعض قائلاً “ليبور ومدير، ومدير وليبوور سيم سيم كله بشر”

تبسم إلي … فبادرته بسؤال عن موطنه… فأجابني أنه من الهند… فكرت في عبارة أرد بها عليه لأغير مزاجه وأغير صورته عنا… فقلت “إنديا بيست بيبول”… تبسم وشكرني والفرحة تغمر وجهه ولولا سمرة وجهه لأقسمت أن وجنتيه إحمرتا…

تأملت بعد أن رحل عن العبودية التي نصنعها بتعاملنا مع من نظن أنهم أقل منا شأناً… ترددت عبارته مرة أخرى في ذهني … “أنت مدير وأنا عامل”… من الذي صنع هذه الطبيقية التي نحتقر بها من سوانا  ونستعبدهم … وتحرمنا حتى من الإستمتاع بأبسط الأشياء في حياتنا … غسيل سيارتنا أو تنظيف أحواش منازلنا ليلة العيد… هي عادة ماتت كان والدي رحمه الله يمارسها بكل سعادة ومتعه… مالذي حصل لكل هذه العادات… أتذكر والدي وهو يسقي زروع بيتنا في بزوغ الفجر قبل أن يأخذني إلى المدرسة… وعندما يأتي لأخذي أنتظره بفارغ الصبر كي أحكي له عن يومي… كان يستمع لي بكل حب وإنصات… دون كلل أو ملل… ويتجاوب معي بسؤالي عن تفاصيل يومي…

لكن هذا الحال تغير، حتى مع نصفنا الآخر… فمعظم الأمهات أصبحن موظفات، ولا شئ في ذلك، إلا أنهن يحرمن أنفسهن متعة كبيرة بإعتمادهن على الخادمات لصنع وجبة الغداء والعشاء لأطفالهم الجائعين بعد رجوعهم من المدرسة… الوجبة التي قد تحوي الكثير من الطعام والفيتامينات لكنها تخلو من الحب… ليتناولوها أمام التفاز دون حوار أو حتى وعي بما فيها أو بطعمها…

يوصلهم السائقون إلى  المدارس صباحاً… و ينتظرونهم ظهراً … وأتخيل أنهم في طريق العودة إلى المنزل يحاولون بحماسة ترجمة  أحداث يومهم الشيق للسائق أو الخادمة بلغة مكسرة… يالله كم نضيع على أنفسنا من أوقات جميلة ولحظات لا تعوض…

قد أصبحنا نجري خلف أحلام وطموحات… تاركين ورائنا الحياة التي وظفنا غيرنا ليعيشها بدلاً منها… كل لحظة تمضي علينا لن تعود… هي مقدسة في تفاصيلها … بحلوها ومرها… حتى الندم عليها لن يفيدنا … طعمها الوحيد لا يكمن في مجرد الحديث عنها .. بل بعيشها لحظة بلحظة…

قد لا يكون غسيل السيارة أو تنظيف المنزل أو الطبخ أحد هواياتكم المفضلة… وقد تستعيضون عن فعلها بأنفسكم بآخرين يعملون لديكم… ولا بأس في ذلك… لكن ثمة لحظات لا نستطيع أن نسعيض عنها بأحد مهما كانت كفائتهم… لحظات تحتاج إلى حبنا وحنانا ووعينا… نفوتها على أنفسنا .. ونستأجر آخرين ليعيشوا عنا حياتنا…

يا ترى … من يعيش حياتك؟!

إستمع للتدوينة صوتياً “هنا“

تابعني هنا – Follow me here

لو ما سرحت 3 دقائق… تغفر ذنوبك!

28 الجمعة سبتمبر 2012

Posted by Noor Azzony - نور عزوني in Here&Now - هنا والآن

≈ 4 تعليقات

بعد أن أنتهيت من صلاة ظهر هذا اليوم.. أدركت أنني لا أذكر كم ركعة صليت.. ولا إن كنت سجدت أم لا… ولست متأكداً إن كنت قد قرأت أي آيات … ناهيك عن الفاتحة نفسها!!

وقد يحصل لنا هذا الموقف في الصلاة وفي غيرها…  هل تذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه في الصباح الباكر منطلقاً بإتجاه عملك أو مدرستك… أدخلت المفتاح في السيارة… سميت بالله… وفجأة وجدت نفسك أمام الجهة التي تقصدها!!

يا ترى ماذا حدث في الطريق.. وكيف وصلت بهذه السرعة إلى وجهتك دون أن تتذكر التفاصيل…

كل ذلك تم في اللاوعي… ولست اتحدث عن شئ جديد… فآلاف الكتب قد تكلمت عن هذا الموضوع… لكن ما خطر في بالي أن الآفعال اللاواعية .. أو السرحان… من المستحيل أن تحدث في غير الزمن…

فلو عصرت ذهنك… محاولاً تذكر ما كنت تفكر فيه… ستجد انك إما كنت تفكر في المستقبل أو في الماضي…(إيش الطبخة، شكلي حتأخر، والله جيعان، إيش حل مشكلة البارحة، إلخ)…

هذا يعني إن كنا فعلاً نعيش في اللحظة التي يسميها وين داير، و إيكهارت تولي والدكتور صلاح الراشد وكثيريون آخرون.. يسمونها “هنا و الآن” … فستكون حاضراً بكل أحاسيك.. متأملاً كل تفاصيل الحياة … واعياً لكل ما حولك… تعيش حياتك اللحظة تلو الآخرى… دون أن تفكر فيما سيأتي… أو فيما مضى…

وكما يقول أوشو: “إن عشت لحظتك بكل تفاصيلها، فتأكد أن المستقبل سيهتم بنفسه!”

الزمن أكبر خدعة إخترعها الإنسان… اخترعت لتكون عوناً له في تنظيم حياته ونعمة عليه .. إلا أن الآية انقبلت لتصبح نقمة ونصبح مستعبدين من الزمن…

نركض من هنا وهناك…

نتحسر على أمجاد الماضي..

و نأمل لمستقبل مشرق..

وننسى أن نعيش الحاضر الذي سماها سبنسر جونسون “الهدية”…

دعك من كل هؤلاء… وخذ هذا التحدي… لكن دعني أسألك أولاً… هي يوجد ما تتوق له النفس أكثر من رضا الله والجنة… ماذا تقول إن أخبرتك أنك لو عشت لحظتك لأقل من 3 دقائق… تضمن الجنة في يديك؟!

هاك قول المصطفى الحبيب: “من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه”

الشاهد: لا يحدث فيهما نفسه….

ركعتين فقط… لكن ليست أي ركعتين… ركعتين تعيش فيهما اللحظة بكل تفاصيلها… ركعتين تأملية… تنسى فيهما الماضي الراحل… ولا تفكر في المستقبل الغائب… حين تسجد… تسجد… وحين تركع … تركع… وحين تقرأ الفاتحة .. تتأمل خروج كل حرف من بين شفتيك… وحوارك مع الله في أياتها…

أن تجعل صلاتك تأملاً … تاماً … تسلم فيه كل شئ ليد الله سبحانه…

ياله من تحدي!! لو لم يكن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللحظة من خير وبركة ورضاً تام… لما كان هذا الحديث…

اللهم بلغنا رضاك وغفرانك يا رب… و خشعنا بين يديك…

دمتم بحب

نور

تابعني هنا – Follow me here

Newer posts →

إنضم للقائمة البريدية ليصلك جديد المدونة:

انضم مع 6٬910 مشتركين

أحدث التدوينات

  • لحظة
  • وبعدين
  • هواه
  • أربعون
  • أن تكون

الأرشيف

  • سبتمبر 2017
  • فيفري 2017
  • أكتوبر 2016
  • أوت 2016
  • فيفري 2016
  • ديسمبر 2015
  • سبتمبر 2015
  • جويلية 2015
  • أفريل 2015
  • مارس 2015
  • جانفي 2015
  • نوفمبر 2014
  • أكتوبر 2014
  • أوت 2014
  • جويلية 2014
  • جوان 2014
  • ماي 2014
  • ديسمبر 2013
  • نوفمبر 2013
  • أوت 2013
  • جويلية 2013
  • جوان 2013
  • أفريل 2013
  • مارس 2013
  • جانفي 2013
  • ديسمبر 2012
  • نوفمبر 2012
  • أكتوبر 2012
  • سبتمبر 2012

التصنيفات

  • Ego – إيجو
  • Here&Now – هنا والآن
  • Letting Go – سلّم تسلم
  • love & unLove- حب ولاحب
  • Meditations – تأملات
  • Uncategorized

منوعات

  • تسجيل
  • تسجيل الدخول
  • إدخالات الخلاصات Feed
  • خلاصة التعليقات
  • WordPress.com

التصنيفات

Ego - إيجو Here&Now - هنا والآن Letting Go - سلّم تسلم love & unLove- حب ولاحب Meditations - تأملات Uncategorized

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • انضم 47 متابعون آخرين
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • Noor Azzony | نور عزوني
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط
 

تحميل التعليقات...